السيدان في بحث الهبة أن عليه إجماع الإمامية ، وجعله في السرائر الأظهر في المذهب ، مشعراً بالشهرة عليه لا أقلّ.
للنصوص المستفيضة الأُخر (١) التي فيها أيضاً الصحيح والموثق وغيرهما ، وهي أيضاً ما بين ظاهرة وصريحة.
والمسألة محل إشكال وريبة ؛ لاختلاف النصوص ، وقبول جلّ منهما التأويل بما يؤول إلى الآخر ، مع غموض المرجّحات ، وتعارض الوجوه الاعتبارية من الطرفين.
إلاّ أن الترجيح للأخبار الأخيرة ؛ من حيث اعتضادها بالأُصول القطعية ، والشهرة القديمة المترجّحة على الشهرة المتأخّرة ، حيث حصل بينهما معارضة كما في المسألة.
مضافاً إلى الإجماعات المحكية ، وعدم قبول كثير منها التأويل بما يؤول إلى الأخبار الأوّلة.
ومخالفتها للعامّة ؛ فإن القول بمضمون الأخبار الأوّلة مذهب فقهائهم كافّة ، كما يستفاد من صريح الانتصار والمبسوط والسرائر وظاهر الغنية والتذكرة (٢) ، فلتحمل تلك الأخبار على التقية ، لذلك ، مع اعتضاده بمصير الإسكافي (٣) إليه كما عرفته غير مرّة.
أو يؤوّل ما يقبل منها التأويل إلى ما يؤول إلى الأخيرة بحملها على الوصية خاصة ، كما يشعر به بعضها ، كالخبرين ، في أحدهما : « للرجل عند
__________________
(١) الوسائل ١٩ : أبواب أحكام الوصايا الباب ١١ ح ١٢ ، ١٩ ، والباب ١٧ الأحاديث ١ ، ٢ ، ٧ ، ٨ ، ١٠.
(٢) الانتصار : ٢٢٤ ، المبسوط ٦ : ٥٧ ، السرائر ٣ : ١٥ ، الغنية ( الجوامع الفقهية ) : ٦٠٣ ، التذكرة ٢ : ٥١٧.
(٣) راجع ص ٣٨٥.