إذا يخاصمني ، قال : « فخاصمه ولا ترفع صوتك عليه » (١).
( وأمّا اللواحق فمسائل : )
( الأُولى : إذا وقف في سبيل الله انصرف إلى القُرَب ، كالحج ، والجهاد ، والعمرة ، وبناء المساجد ) والقناطر ، ونفع المحاويج ، وغير ذلك ، على الأظهر الأشهر ، بل عليه عامّة من تأخّر ، وفي بحث الوصية من الغنية والسرائر الإجماع عليه (٢) ؛ لأن المراد بالسبيل الطريق إلى الله تعالى ، أي إلى ثوابه ورضوانه ، فيدخل فيه كلّ ما يوجب الثواب.
مضافاً إلى ما في تفسير علي بن إبراهيم في آية الزكاة عن العالم عليهالسلام : من أنه « قوم يخرجون إلى الجهاد وليس عندهم ما ينفقون ، أو قوم مؤمنون ليس لهم ما يحجّون به ، أو في جميع سبيل الخير » (٣) الخبر.
خلافاً للشيخ ، فخصّه بالغزاة المطوّعة دون العسكر المقاتل على باب السلطان ، وبالحج والعمرة ، وقال : إنه يقسّم بينهم أثلاثاً (٤). ولابن حمزة ، فبالمجاهدين (٥). وهما شاذّان.
ولا فرق فيه عند الأكثر بين أن يقتصر على سبيل الله ، أو يضمّ إليه سبيل الثواب وسبيل الخير ؛ لرجوع هذه المفاهيم الثلاثة إلى معنى واحد ،
__________________
(١) الكافي ٧ : ٣٣ / ١٨ ، التهذيب ٩ : ١٣٦ / ٥٧٣ ، الإستبصار ٤ : ١٠٠ / ٣٨٦ ، الوسائل ١٩ : ١٧٩ أبواب أحكام الوقوف والصدقات ب ٤ ح ٣.
(٢) الغنية ( الجوامع الفقهية ) : ٦٠٤ ، السرائر ٣ : ١٨٧.
(٣) تفسير القمي ١ : ٢٩٩ ، الوسائل ٩ : ٢١١ أبواب المستحقين للزكاة ب ١ ح ٧ ؛ بتفاوت يسير.
(٤) الخلاف ٣ : ٥٤٥ ، المبسوط ٣ : ٢٩٤.
(٥) الوسيلة : ٣٧١.