وهو الانتظار للأمد ، أو من رقبة الملك ، بمعنى إعطاء الرقبة للانتفاع بها.
كلّ ذا على المشهور ، كما في المسالك والكفاية (١) ، فيكون بين العمرى والرقبى تباين.
وفي الغنية وعن الشيخ والقاضي والحلّي (٢) أنهما بمعنى واحد ، فالأُولى من العمر ، والثانية من الرقوب ، كأنّ كلّ واحد منهما يرتقب موت صاحبه ، وربما أشعر به العبارة ، حيث اقتصر بذكر العمرى خاصّة دون الرقبى ، فكأنه جعلهما بمعنى واحد ، وإلاّ لذكر الرقبى ولو بالإشارة.
وعن الشيخ وتالييه أنه قيل في الرقبى أن يقول : جعلت خدمة هذا العبد لك (٣).
وعن الأكثر أيضاً أن بين السكنى وكل من العمرى والرقبى عموماً من وجه ؛ لاجتماعها مع كلّ منهما فيما لو قرن إباحة المنفعة بالسكنى ومشخّصات إحداهما ، كالسكنى مدّة العمر في الأُولى ، ومدّة معيّنة في الثانية ، وافتراقها عن كلّ منهما باقتران الإباحة بالسكنى خاصّة ، كما قدّمناه من المثال ، ويفترقان عنها بتجرّد الإباحة عن الإسكان وتقييدها بالعمر أو المدّة ، كما قدّمناه من المثال ، وبجريانهما في غير المسكن من سائر الأعيان التي يصحّ وقفها ، بخلاف السكنى ، لاختصاصها به.
وعن التحرير تخصيص العمرى بما لا يشتمل عقدها على لفظ السكنى ، كأن يقول : أعمرتكها مدّة عمرك ، والرقبى بما لا يشتمل عليه ، بل
__________________
(١) المسالك ١ : ٣٦٤ ، الكفاية : ١٤٣.
(٢) الغنية ( الجوامع الفقهية ) : ٦٠٣ ، الشيخ في المبسوط ٣ : ٣١٦ ، القاضي في المهذب ٢ : ١٠١ ، الحلي في السرائر ٣ : ١٦٨.
(٣) انظر المبسوط ٣ : ٣١٦ ، والمهذَّب ٢ : ١٠٠ ، والسرائر ٣ : ١٦٨.