والقائل هو المشهور ، كما في المهذب وغيره (١) ، وإنما نسبه إلى القيل المشعر بالتمريض مع انجبار الرواية هنا أيضاً بالشهرة التفاتاً إلى عدم صراحة الدلالة ، فإن غايتها الدلالة على أنها للموصى له ، ومرجع الضمير السفينة دون ما فيها ، والرواية المنجبرة بالشهرة إنما تكون حجة حيث تكون دلالتها واضحة لا مطلقاً.
نعم ، لها دلالة ضعيفة بحسب الفحوى ؛ لوقوع قوله عليهالسلام : هي له ، جواباً عن جواز إعطاء ما فيها أم لا ، فلو لم يجعل المرجع السفينة بما فيها لم يكن الجواب للسؤال مطابقاً.
وإنما قلنا : ضعيفة ، من حيث احتمال أن يكون المراد بالجواب الظاهر في رجوع الضمير إلى السفينة خاصّة التنبيه على انحصار الموصى به فيها دون ما فيها ، وبه تحصل المطابقة أيضاً ، فكأنه عليهالسلام قال : لا يعطى ما فيها.
فالأصح عدم الدخول ؛ للأصل ، إلاّ مع وجود قرينة عليه من عرف أو عادة.
وتحتمل الرواية على تقدير الدلالة الحمل على ذلك ، وإليه ذهب الفاضل في المختلف وولده في شرح القواعد (٢) ، لكنهم حكموا بذلك فيما سبق أيضاً ، ولا ريب في حُسنه لولا ما قدّمناه من قوّة دليل خلافه.
ومنه يظهر عدم التعدية إلى ما يشابه مفروض العبارة كالجراب ومظروفه ونحوه لو أوصى بهما ، فلا يدخل سوى الظرف.
__________________
(١) المهذّب البارع ٣ : ١٣٤ ؛ وانظر الكفاية : ١٤٨ ، والمفاتيح ٣ : ٢٢٧.
(٢) المختلف : ٥٠٨ ، إيضاح الفوائد ٢ : ٥٣٥.