والتقرير ان تمسكوا بغير المحرف.
والصابئون من النصارى والسامرة من اليهود إن كفروهم لم يقروا وإن جعلوهم مبدعة أقروا.
______________________________________________________
وما ذكره من انحطاط درجتهم عن المجوس ـ ليكون تقريرهم بطريق أولى ، توجيها للاحتمال الأول ـ منظور فيه ، لأن المقرين من المجوس لم يثبت دخولهم في دينهم بعد التبديل ، حتى لو ثبت ذلك جاء الإشكال في تقريرهم أيضا.
وينبغي ابتناء المسألة على تحقيق معنى ( أوتوا الكتاب ) (١) فان صدق حقيقة بالتمسك ببعضه ثبت التقرير ، وإلا فلا. وكلّ هذا رجوع إلى تخمين ، فانّ دلائل القتل عامة ، والتخصيص يحتاج إلى دليل ، ومثل هذا غير كاف في ثبوته ، فالأرجح هو الوجه الثاني.
قوله : ( والتقرير إن تمسكوا بغير المحرف ).
إن أريد بغير المحرف هو ما بقي من الأحكام سليما عن التحريف وما كان منها قبل التحريف فهو حق ، فانّ التمسك بذلك تمسك بمجموع الكتاب ، وإن أريد تمسكه بما بقي منها بعد التحريف خاصة فليس بواضح ، لتضمنه إنكار بعض الكتاب ، وهو جار مجرى إنكار جميعه ، والمعتمد اعتبار التمسك بالمجموع ، وإلا لم يقر.
قوله : ( والصابئون من النصارى والسامرة من اليهود إن كفروهم لم يقروا وإن جعلوهم مبتدعة أقروا ).
قد قيل : إن الصابئين من النصارى ، وقيل : إنهم يسبتون فهم من اليهود ، وقيل : إنهم من المجوس (٢) ، وقيل : إنهم يعبدون الكواكب ويقولون : إن الكواكب السبعة آلهة وإن الفلك حي ناطق وعلى هذا فلا يقرون بالجزية. والذي اختاره المصنف : أنهم من النصارى ، والسامرة من اليهود ، وأنهم إن كان كلّ من
__________________
(١) التوبة : ٢٩.
(٢) قاله مجاهد والحسن كما في التفسير الكبير ٣ : ١٠٥.