والمجاورة بمكة ، ويستحب بالمدينة.
تتمة : من التجأ إلى الحرم وعليه حد ، أو تعزير ، أو قصاص ضيّق عليه في المطعم والمشرب حتى يخرج. ولو فعل ما يوجب ذلك في
______________________________________________________
قوله : ( والمجاورة بمكة ).
أي : يكره ، وهذا هو المشهور ، وعللت بخوف الملالة وقلة الاحترام ، وهو منقوض بالمدينة ، وبالخوف من ملابسة الذنوب ، فانّ الذنب بها أعظم.
والظاهر أنّ المواضع الشريفة كلها كذلك وإن تفاوتت ، ولطلب دوام الشوق إليها ، ولهذا ينبغي الخروج منها عند قضاء المناسك ، وروي : « أنّ المقام بها يقسي القلب » (١).
واستحبها في الدروس للواثق من نفسه (٢) ، والظاهر الكراهية. وورود المجاورة في بعض الأخبار (٣) لا ينافي الكراهة.
ولعل العلة خروج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم منها كرها ، وعدم عوده إليها إلاّ للنسك ، وإسراعه الخروج منها ، وأكثر الأحكام ثابتة بالتأسي.
قوله : ( ويستحب بالمدينة ).
للآثار والأخبار الواردة بذلك (٤).
قوله : ( من التجأ إلى الحرم ، وعليه حدّ أو تعزير أو قصاص ، ضيق عليه في المطعم والمشرب ).
قيل : يطعم ويسقى ما يسد الرمق ، ولعله لظاهر قولهم : « ضيق » والذي في صحيحة معاوية بن عمار ، عن الصادق عليهالسلام : « لا يطعم ولا يسقى ولا يبايع ولا يؤوى حتى يخرج » (٥).
__________________
(١) الكافي ٤ : ٢٣٠ حديث ١.
(٢) الدروس : ١٣٩.
(٣) الفقيه ٢ : ١٤٦ حديث ٦٤٦.
(٤) الكافي ٤ : ٥٥٧ باب فضل المقام بالمدينة ، التهذيب ٦ : ١٢ باب ٥.
(٥) الكافي ٤ : ٢٢٧ حديث ٤ ، التهذيب ٥ : ٤١٩ ، ٤٦٣ حديث ١٤٥٦ ، ١٦١٤.