ويستحب استمراره عليها الى زوال الشمس يوم عرفة.
الثالث : في أحكامه ، ويحرم به ما قدمناه في محظورات إحرام العمرة.
ويكره ما يكره فيه ، وتاركه عمدا يبطل حجه ، لا ناسيا على رأي
______________________________________________________
الإحرام بها ، واستحباب الإحرام في المقام ، أو تحت الميزاب يقتضي عدم تأخيره إلى وقت الركوب.
وفي الدروس استحب رفع الصوت بالتلبية في موضع الإحرام للماشي وللراكب إذا نهض به بعيره (١) ، وهو خلاف المفهوم من الأخبار (٢) ، ومن عبارة المصنف السابقة مع قوله : ( ويرفع صوته إذا أشرف على الأبطح ) وفي التذكرة (٣) والمنتهى (٤) مثل ما هنا ، والموافق لقوانين المذهب هو ما ذكره في الدروس (٥).
ويمكن تنزيل الأخبار على أنّ الراكب يجهر بالتلبية إذا نهض به بعيره ، ويرفع صوته بها إذا أشرف على الأبطح. أما التلبية التي يعقد بها إحرامه فإنه يسر بها ، وهو تنزيل ملائم ، وهو قريب مما قال ابن إدريس في السرائر : فإن كان ماشيا جهر بالتلبية من موضعه الذي عقد الإحرام فيه ، وإن كان راكبا لبى إذا نهض به بعيره ، فإذا انتهى إلى الردم وأشرف على الأبطح رفع صوته بالتلبية (٦).
قوله : ( وتاركه عمدا يبطل حجه ، لا ناسيا على رأي ).
قد سبق الكلام على ذلك ، قال الشارح ولد المصنف ما معناه : إن الخلاف في نسيان التلبية ، أما ناسي النية فإن إحرامه يبطل إجماعا (٧).
__________________
(١) الدروس : ١٢٠.
(٢) التهذيب ٥ : ٨٥ حديث ٢٨١ ، الاستبصار ٢ : ١٧٠ حديث ٥٦٣.
(٣) التذكرة ١ : ٣٧٠.
(٤) المنتهى ٢ : ٧١٤.
(٥) الدروس : ١٢٠.
(٦) السرائر : ١٣٧.
(٧) إيضاح الفوائد ١ : ٣٠٥.