والأصبهاني في الترغيب والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد في قوله : (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) قال : من القنوت : الركود والخشوع وطول الركوع ، يعني طول القيام ، وغضّ البصر ، وخفض الجناح ، والرهبة لله ، كان الفقهاء من أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا قام أحدهم في الصلاة يهاب الرحمان سبحانه وتعالى أن يلتفت ، أو يقلب الحصى ، أو يشدّ بصره ، أو يعبث بشيء ، أو يحدّث نفسه بشيء من أمر الدنيا إلّا ناسيا حتّى ينصرف (١).
[٢ / ٧٠٧٠] وقال مقاتل بن سليمان : (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) في صلاتكم يعني مطيعين ، نظيرها (وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ) يعني من المطيعين. وكقوله ـ سبحانه ـ : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً) يعني مطيعا. وكقوله سبحانه : (قانِتاتٍ) يعني مطيعات ، وذلك أنّ أهل الأوثان يقومون في صلاتهم عاصين ، قال الله قوموا أنتم مطيعين (٢).
***
وأمّا تفسير القنوت بالسكوت وترك الكلام فهو :
[٢ / ٧٠٧١] ما أخرجه وكيع وأحمد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داوود والترمذيّ والنسائي وابن جرير وابن خزيمة والطحاوي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبّان والطبراني والبيهقي عن زيد بن أرقم قال : كنّا نتكلّم على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الصلاة ، يكلّم الرجل منّا صاحبه وهو إلى جنبه في الصلاة ، حتّى نزلت : (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) فأمرنا
__________________
(١) الدرّ ١ : ٧٣١ ؛ سنن سعيد ٣ : ٩٢١ / ٤٠٦ ؛ الطبري ٢ : ٧٧٣ / ٤٣٠٥ ، بلفظ : عن مجاهد : «(وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) قال : فمن القنوت طول الركوع ، وغضّ البصر ، وخفض الجناح والخشوع من رهبة الله ، كان العلماء إذا قام أحدهم يصلّي ، يهاب الرحمان أن يلتفت ، أو أن يقلب الحصى ، أو يعبث بشيء ، أو يحدّث نفسه بشيء من أمر الدنيا إلّا ناسيا ـ والرواية بعده بنحوه إلّا أنّه قال : «فمن القنوت : الركود والخشوع» ؛ ابن أبي حاتم ٢ : ٤٤٩ / ٢٣٨١ ؛ الشعب ٣ : ١٤٧ / ٣١٥٢ ؛ القرطبي ٣ : ٢١٤ ، بلفظ : قال مجاهد : معنى قانتين خاشعين ، والقنوت طول الركوع والخشوع وغضّ البصر وخفض الجناح ؛ البغوي ١ : ٣٢٥ ؛ الثعلبي ٢ : ١٩٩ ؛ مجمع البيان ٢ : ١٢٨ ، بلفظ : قيل : معناه خاشعين عن مجاهد ، قال : نهوا عن العبث والالتفات في الصلاة ؛ التبيان ٢ : ٢٧٦ ؛ أبو الفتوح ٣ : ٣٢١ ؛ الوسيط ١ : ٣٥٢.
(٢) تفسير مقاتل ١ : ٢٠١.