إن قبضا أو بسطا ، حسبما تراه حكمته البالغة ، هذا مع العلم أنّه تعالى هو المرجع في نهاية المطاف ، فلينظر الإنسان ما قدّم لنفسه لذلك اليوم الرهيب.
[٢ / ٧٢٦٣] أخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال : علم الله أنّ فيمن يقاتل في سبيله من لا يجد قوّة ، وفيمن لا يقاتل في سبيله من يجد غنى ، فندب هؤلاء فقال : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ) قال : يبسط عليك وأنت ثقيل عن الخروج لا تريده ، ويقبض عن هذا وهو يطيب نفسا بالخروج ويخفّ له ، فقوّه ممّا في يدك يكن لك في ذلك حظّ (١).
[٢ / ٧٢٦٤] وقال ابن زيد في الآية : هذا في سبيل الله ، (فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) قال : بالواحد سبعمائة ضعف (٢).
[٢ / ٧٢٦٥] وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يقول الله ـ عزوجل ـ : «يا ابن آدم أودع من كنزك عندي ، ولا حرق ولا غرق ولا سرق ، أو فيكه أحوج ما تكون إليه» (٣).
فضل الإقراض
[٢ / ٧٢٦٦] روى أبو جعفر الصدوق بالإسناد إلى أبي هريرة وابن عبّاس ، قالا : خطبنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل وفاته ، وهي آخر خطبة خطبها حتّى لحق بالله ـ عزوجل ـ قال فيها : «ومن أقرض ملهوفا فأحسن طلبته استأنف العمل (٤) وأعطاه بكلّ درهم ألف قنطار من الجنّة. ومن فرّج عن أخيه كربة من كرب الدنيا ، نظر الله إليه برحمته ، فنال بها الجنّة ، وفرّج الله عنه كربه في الدنيا والآخرة.
قال : ومن أقرض أخاه المسلم كان له بكلّ درهم أقرضه وزن جبل أحد وجبال رضوى وجبل
__________________
(١) الدرّ ١ : ٧٤٨ ؛ الطبري ٢ : ٨٠٥ ـ ٨٠٦ / ٤٣٨٥.
(٢) الطبري ٢ : ٨٠٢ / ٤٣٧٨.
(٣) الدرّ ١ : ٧٤٨ ؛ الشعب ٣ : ٢١١ / ٣٣٤٢ ، وفيه : أو تيكه ؛ كنز العمّال ٦ : ٣٥٢ / ١٦٠٢١ ، وفيه : أوفك.
(٤) أي محيت عنه السيّئات.