[٢ / ٧٢٠٣] روى أبو جعفر الصدوق ـ في حديث الأربعمائة ـ بالإسناد إلى أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام أبي عبد الله عن أبائه عليهمالسلام عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه علّم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب ممّا يصلح للمسلم في دينه ودنياه :
وكان ممّا قال : «إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء ، ولينصب في الدعاء». فقام عبد الله بن سبأ وقال : يا أمير المؤمنين ، أليس الله في كلّ مكان؟ قال : بلى! قال : فلم يرفع العبد يديه إلى السماء؟ قال عليهالسلام : «أما تقرأ : (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ)(١). فمن أين يطلب الرزق إلّا من موضعه ، وموضع الرزق وما وعد الله ـ عزوجل ـ السماء» (٢).
[٢ / ٧٢٠٤] وتقدّم نظيره عن الصادق عليهالسلام حينما نفى عن الله المكان ، فسأله سائل عن الفرق بين رفع اليدين وخفضهما؟ فقال عليهالسلام : «ذلك في علمه وإحاطته وقدرته سواء ، ولكنّه ـ عزوجل ـ أمر أولياءه وعباده برفع أيديهم إلى السماء نحو العرش ، لأنّه جعله معدن الرزق ، فثبّتنا ما ثبّته القرآن ، والأخبار عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حين قال : «ارفعوا أيديكم إلى الله عزوجل! قال : وهذا يجمع عليه فرق الأمّة كلّها» (٣).
ولنا في البحث عن نفي التشبيه عنه تعالى كلام مسهب أوردناه في التمهيد عند شبهة الأشاعرة ومن حذا حذوهم من أهل التشبيه والتجسيم (٤).
قوله تعالى : (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً)
تلك الصلاة الّتي تجب المحافظة على إتمامها والإكمال من جميع شرائطها ، إنّما هي إذا كان الجوّ أمنا يمكن الإتيان بها كملا وفق توظيفها التامّ : أمّا إذا كان الخوف لا يدع مجالا لإقامة الصلاة على وجهها الأتمّ ، فبما أنّ الإسلام دين يسر وسماح (وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)(٥) ، فإنّ
__________________
(١) الذاريات ٥١ : ٢٢.
(٢) الخصال ـ حديث الأربعمائة ـ : ٦٢٨ ـ ٦٢٩ ؛ البحار ٩٠ : ٣٠٨ ـ ٣٠٩ / ٧.
(٣) التوحيد : ٢٤٨ ؛ الوسائل ٧ : ٤٧ / ٥ ؛ البحار ٩٠ : ٣٠٩ / ٨.
(٤) التمهيد ٣ : ١٠٩ ـ ١١٩.
(٥) الحجّ ٢٢ : ٧٨.