قوله تعالى : (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ)
[٢ / ٨١١٤] أخرج أحمد وابن ماجة وابن جرير والحاكم وصحّحه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إنّ الربا وإن كثر فإنّ عاقبته تصير إلى قلّ» (١)(٢).
[٢ / ٨١١٥] وروى أبو جعفر الطوسي بإسناده إلى محمّد بن الحسن الصفّار عن محمّد بن عيسى عن سماعة بن مهران ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : سمعت الله ـ عزوجل ـ يقول في كتابه : (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ) ، وقد أرى من يأكل الرّبا يربو ماله؟! قال : «فأيّ محق أمحق من درهم الربا يمحق الدين ، وإن تاب ذهب ماله وافتقر!» (٣).
ورواه أيضا بالإسناد إلى عثمان بن عيسى عن زرارة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت له : إنّي سمعت الله ـ عزوجل ـ يقول ... إلى آخره.
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)
وهذا تذييل لما سبق ، فمن آمن عن صدق والتزم بالعمل الصالح ، وقوامه : إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، ذلك فرض عبادي وهذا فرض مالي ، فأولئك لهم الأجر ، محفوظا عند ربّهم ، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا. وهؤلاء قد شملتهم العناية الربّانيّة ودخلوا في ولايته تعالى ، إذن فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. لا في عاجله ولا في الآجل. لأنّه في كنفه تعالى حيثما كان.
__________________
(١) القلّ والقلّ : القليل.
(٢) الدرّ ٢ : ١٠٦ ؛ مسند أحمد ١ : ٣٩٥ ؛ ابن ماجة ٢ : ٧٦٥ / ٢٢٧٩ ، باب ٥٨ ، بلفظ : قال : «ما أحد أكثر من الرّبا إلّا كان عاقبة أمره إلى قلّة» ؛ الحاكم ٢ : ٣٧ ، كتاب البيوع ؛ الشعب ٤ : ٣٩٢ / ٥٥١١ ؛ الطبري ٣ : ١٤٤ ، بعد رقم ٤٨٩٥ ، بلفظ : «الربا وإن كثر فإلى قلّ» ؛ ابن كثير ١ : ٣٣٦ ؛ القرطبي ٣ : ٣٦٢ ؛ الثعلبي ٢ : ٢٨٣ ؛ أبو الفتوح ٤ : ١٠٦ ؛ كنز العمّال ٤ : ١٠٥ / ٩٧٥٨ و ٩٧٨٦.
(٣) التهذيب ٧ : ١٩ / ٨٣ ـ ٨٣ ، باب ١ ؛ الفقيه ٣ : ٢٧٩ / ٤٠٠٥ ، باب الربا ؛ القمّي ١ : ٩٣ ؛ البحار ١٠٠ : ١١٧ / ١٢ ، باب ٥ ؛ البرهان ١ : ٥٦٩ ـ ٥٧٠ / ٨ و ٩ ؛ مجمع البيان ٢ : ٢٠٨.