[٢ / ٨٠١٣] وعن أحمد بن أبي عبد الله رفعه ، قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام لابنه الحسن عليهالسلام : «يا بنيّ ما السماحة؟ قال : البذل في اليسر والعسر».
[٢ / ٨٠١٤] وعن مسعدة بن صدقة ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام لبعض جلسائه : «ألا أخبرك بشيء يقرّب من الله ، ويقرّب من الجنّة ويباعد من النار؟ فقال : بلى. فقال : عليك بالسخاء ، فإنّ الله خلق خلقا برحمته لرحمته فجعلهم للمعروف أهلا وللخير موضعا وللناس وجها ، يسعى إليهم لكي يحيوهم ، كما يحيي المطر الأرض المجدبة ، أولئك هم المؤمنون الآمنون يوم القيامة».
[٢ / ٨٠١٥] وعن عليّ بن إبراهيم رفعه ، قال : أوحى الله ـ عزوجل ـ إلى موسى عليهالسلام : «أن لا تقتل السامريّ فإنّه سخيّ».
[٢ / ٨٠١٦] وعن محمّد بن شعيب عن أبي جعفر المدائنيّ عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «شابّ سخيّ مرهق في الذنوب (١) ، أحبّ إلى الله من شيخ عابد بخيل».
[٢ / ٨٠١٧] وعن جميل بن درّاج ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «خياركم سمحاؤكم ، وشراركم بخلاؤكم. ومن خالص الإيمان البرّ بالإخوان والسعي في حوائجهم ، وإنّ البارّ بالإخوان ليحبّه الرحمان ، وفي ذلك مرغمة للشيطان ، وتزحزح عن النيران ودخول الجنان. يا جميل ، أخبر بهذا غرر أصحابك (٢)! قلت : جعلت فداك من غرر أصحابي؟ قال : هم البارّون بالإخوان في العسر واليسر ، ثمّ قال : يا جميل! أما إنّ صاحب الكثير يهون عليه ذلك ، وقد مدح الله في ذلك صاحب القليل ، فقال في كتابه : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»)(٣).
فضل الإنفاق
[٢ / ٨٠١٨] عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «إنّ الشمس لتطلع ومعها أربعة أملاك ، ملك ينادي : يا صاحب الخير أتمّ وأبشر ؛ وملك ينادي : يا صاحب الشرّ أنزع وأقصر ؛ وملك ينادي : أعط منفقا خلفا وآت ممسكا تلفا ؛ وملك ينضحها بالماء ، ولو لا ذلك لاشتعلت الأرض».
__________________
(١) أي مقترف الذنوب حسب شبابه.
(٢) الغرر : جمع غرّة. والغرر من القوم : شرفاؤهم.
(٣) الحشر ٥٩ : ٩.