جوار نعم الله ، واحذروا أن تنتقل عنكم إلى غيركم ، أما إنّها لم تنتقل عن أحد قطّ فكادت أن ترجع إليه».
قال : وكان عليّ عليهالسلام يقول : «قلّ ما أدبر شيء فأقبل» (١).
معرفة السماحة والسخاء
[٢ / ٨٠٠٣] وبإسناده عن أحمد بن سليمان ، قال : سأل رجل أبا الحسن الأوّل عليهالسلام (٢) وهو في الطواف ، فقال له : «أخبرني عن الجواد؟ فقال : إنّ لكلامك وجهين ، فإن كنت تسأل عن المخلوق ، فإنّ الجواد ، الّذي يؤدّي ما افترض الله عليه. وإن كنت تسأل عن الخالق ، فهو الجواد إن أعطى وهو الجواد إن منع ، لأنّه إن أعطاك أعطاك ما ليس لك وإن منعك منعك ما ليس لك».
[٢ / ٨٠٠٤] وعن الحسن بن محبوب ، عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت له : ما حدّ السخاء؟ فقال : «تخرج من مالك الحقّ الّذي أوجبه الله عليك فتضعه في موضعه».
[٢ / ٨٠٠٥] وعن مسعدة بن صدقة عن جعفر عن آبائه عليهمالسلام : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «السخي محبّب في السماوات ، محبّب في الأرض ، خلق من طينة عذبة ، وخلق ماء عينيه من ماء الكوثر. والبخيل مبغّض في السماوات ، مبغّض في الأرض ، خلق من طينة سبخة ، وخلق ماء عينيه من ماء العوسج» (٣).
[٢ / ٨٠٠٦] وعن مهدي عن أبي الحسن موسى عليهالسلام قال : «السخيّ الحسن الخلق في كنف الله ، لا يستخلي الله منه حتى يدخله الجنّة ، وما بعث الله ـ عزوجل ـ نبيّا ولا وصيّا إلّا سخيّا ، وما كان أحد من الصالحين إلّا سخيّا ، وما زال أبي يوصيني بالسخاء حتّى مضى. وقال ـ يعني أبا الحسن موسى عليهالسلام ـ : من أخرج من ماله الزكاة تامّة فوضعها في موضعها ، لم يسأل من أين اكتسبت مالك» (٤).
[٢ / ٨٠٠٧] وعن الحسين بن أبي سعيد المكاريّ عن رجل عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «أتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وفد من اليمن وفيهم رجل كان أعظمهم كلاما وأشدّهم استقصاء في محاجّة
__________________
(١) الكافي ٤ : ٣٨.
(٢) هو الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام.
(٣) السبخة : الأرض المالحة. والعوسج : شوك مرّ.
(٤) قوله : «لا يستخلي الله منه» أي لا يستفرغ منه ولا يتركه يذهب. وفي بعض النسخ : لا يتخلى الله منه.