تداوم النعمة ببذلها
[٢ / ٧٩٩٦] وبإسناده عن حديد بن حكيم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «من عظمت نعمة الله عليه اشتدّت مؤونة الناس عليه ، فاستديموا النعمة باحتمال المؤونة ، ولا تعرّضوها للزوال ؛ فقلّ من زالت عنه النعمة فكادت أن تعود إليه».
[٢ / ٧٩٩٧] وعن إبراهيم بن محمّد ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «ما من عبد تظاهرت عليه من الله نعمة إلّا اشتدّت مؤونة الناس عليه ، فمن لم يقم للناس بحوائجهم ، فقد عرّض النعمة للزوال. قال : فقلت : جعلت فداك ، ومن يقدر أن يقوم لهذا الخلق بحوائجهم؟ فقال : إنّما الناس في هذا الموضع والله المؤمنون».
[٢ / ٧٩٩٨] وعن أبان بن تغلب ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام لحسين الصحّاف : «يا حسين ، ما ظاهر الله على عبد النعم حتّى ظاهر عليه مؤونة الناس ، فمن صبر لهم وقام بشأنهم زاده الله في نعمه عليه عندهم ، ومن لم يصبر لهم ولم يقم بشأنهم أزال الله ـ عزوجل ـ عنه تلك النعمة».
[٢ / ٧٩٩٩] وعن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «من عظمت عليه النعمة اشتدّت مؤونة الناس عليه ، فإن هو قام بمؤونتهم اجتلب زيادة النعمة عليه من الله ، وإن لم يفعل فقد عرّض النعمة لزوالها!» (١).
حسن الجوار للنعم
[٢ / ٨٠٠٠] وبإسناده عن محمّد بن عرفة ، قال : قال أبو الحسن الرضا عليهالسلام : «يا ابن عرفة ، إنّ النعم كالإبل المعتقلة في عطنها (٢) على القوم ما أحسنوا جوارها ، فإذا أساؤوا معاملتها وإنالتها نفرت عنهم».
[٢ / ٨٠٠١] وعن محمّد بن عجلان ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «احسنوا جوار النعم. قلت : وما حسن جوار النعم؟ قال : الشكر لمن أنعم بها وأداء حقوقها».
[٢ / ٨٠٠٢] وعن الحسن بن محبوب عن زيد الشحّام ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «احسنوا
__________________
(١) الكافي ٤ : ٣٧ ـ ٣٨.
(٢) العطن : مبرك الإبل حول الماء يقال : عطنت الإبل إذا سقيت وبركت عند الحياض لتعاد إلى الشرب مرّة أخرى.