[٢ / ٧٤٨١] وقال مقاتل بن سليمان : يحمل الكرسيّ أربعة أملاك ، لكلّ ملك أربعة وجوه ، أقدامهم تحت الصخرة الّتي تحت الأرض السفلى ، مسيرة خمسمائة عام ، وما بين كلّ أرض مسيرة مئة عام ، ملك وجهه على صورة الإنسان وهو سيّد الصور ، وهو يسأل الرزق للآدميّين ، وملك وجهه على صورة سيّد الأنعام يسأل الرزق للبهائم وهو الثور ، لم يزل الملك الّذي على صورة الثور ، على وجهه كالغضاضة ، منذ عبد العجل من دون الرحمان ، وملك وجهه على صورة سيّد الطير وهو يسأل الله الرزق للطير وهو النسر. وملك على صورة سيّد السباع وهو يسأل الرزق للسباع وهو الأسد! (١).
***
قلت : تلك سخائف القوم سوّدوا بها صحائف كتبهم من غير دراية.
ولم يتحمّلها جلال الدين السيوطي ، عند نقله لهذه الأخبار في تفسيره ، فحاول تأويلها بما يعود إلى نوع من التمثيل والاستعارة ، من غير إرادة ظاهرها المنافي للعقل والحكمة الرشيدة.
قال ـ بعد أن نقل كلام أبي موسى الأشعرى «الكرسيّ موضع القدمين ، وله أطيط كأطيط الرحل» ـ قال : هذا على سبيل الاستعارة ، تعالى الله عن التشبيه!
قال : ويوضّحه ما أخرجه ابن جرير عن الضحّاك في الآية ، قال : كرسيّه الّذي يوضع تحت العرش ، الّذي تجعل الملوك عليه أقدامهم (٢).
أي أنّ قولهم : موضع القدمين. تشبيه بما يجعل الملوك أقدامهم عليه ، تشبيها لغير المحسوس بالمحسوس ، وليس المراد أنّه هو بالذات.
قوله تعالى : (وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما ...)
قال أبو إسحاق الثعلبي : أي لا يثقله ولا يجهده ولا يشقّ عليه.
قالت الخنساء :
وحامل الثقل بالأعباء قد علموا |
|
إذا يؤوده رجالا بعض ما حملوا |
وقيل : يؤوده أي يسقطه من ثقله.
قال الشاعر :
__________________
(١) تفسير مقاتل ١ : ٢١٣.
(٢) الدرّ ٢ : ١٧.