نزول الآية بشأن علي عليهالسلام
هذه الآية بصيغتها العامّة شاملة لكلّ من بادر إلى الإنفاق في سبيل الله ما أتيحت له الفرص ، في أيّ وقت كان وعلى أيّ وجه صار ، فإنّ خير الخير ما كان عاجله. وقد كان الإمام أمير المؤمنين ـ عليه صلوات المصلّين ـ أوّل من بادر إلى التصدّق بكلّ ما كان يملكه من دراهم معدودة ، أنفقها في سبيله تعالى ليلا ونهارا ، سرّا وجهارا ، فسأله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما حملك على هذه البادرة السخيّة الطيّبة؟ قال : رغبة في رضوانه تعالى واستيجاب مثوبته. فعند ذلك بشّره رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بنزول الآية بشأنه.
[٢ / ٧٨٠٦] أخرج الحافظ الكبير عبيد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني الحذّاء الحنفي النيسابوري ، عن أبي نصر محمّد بن عبد الواحد ، عن أبي سعيد محمّد بن الفضل ، عن محمّد بن جعفر القاضي ، عن أبي إبراهيم بن أبي صالح ، عن يوسف بن بلال ، عن محمّد بن مروان السدّي الصغير ، عن محمّد بن السائب الكلبي ، عن أبي صالح باذام مولى أمّ هانئ عن ابن عبّاس ، في قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب. لم يكن عنده سوى أربعة دراهم ، فتصدّق بدرهم ليلا ، وبدرهم نهارا وبدرهم سرّا وبدرهم علانية. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما حملك على هذا؟ قال : حملني عليها رجاء أن استوجب على الله ما وعدني. قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ألا ، ذلك لك». فنزلت الآية (١).
ورواه من طريق أبي عبد الله الشيرازي بالإسناد إلى أيّوب بن سليمان عن محمّد بن مروان عن ابن السائب عن أبي صالح عن ابن عبّاس.
ورواه عن أبي الحسن الفارسي بالقراءة عليه في تفسيره ، عن طريق أبي الطيّب الذّهلي بالإسناد إلى يوسف بن بلال عن السدّي عن ابن السائب عن أبي صالح عن ابن عبّاس.
ورواه بالإسناد إلى عبد الرزّاق عن عبد الوهّاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عبّاس.
وبالإسناد إلى أبي عقيل محمّد بن حاتم بن حاجب الملقّب بشاه عن عبد الرزّاق وأخيه عبد الوهّاب قالا : حدّثنا ابن مجاهد عن أبيه عن ابن عبّاس.
__________________
(١) شواهد التنزيل ١ : ١٠٩.