تمام المعروف
[٢ / ٧٩٧٢] وبإسناده عن محمّد بن خالد عن سعدان عن حاتم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «رأيت المعروف لا يصلح إلّا بثلاث خصال : تصغيره وتستيره وتعجيله ، فإنّك إذا صغّرته عظّمته عند من تصنعه إليه ، وإذا ستّرته تمّمته ، وإذا عجّلته هنّأته ، وإن كان غير ذلك سخّفته ونكّدته».
[٢ / ٧٩٧٣] وعن زرارة عن حمران عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سمعته يقول : «لكلّ شيء ثمرة ، وثمرة المعروف تعجيل السراح» (١).
أفضل المعروف وضعه موضعه
[٢ / ٧٩٧٤] وبإسناده عن سيف بن عميرة ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام لمفضّل بن عمر : «يا مفضّل! إذا أردت أن تعلم أشقيّ الرجل أم سعيد ، فانظر سيبه (٢) ومعروفه إلى من يصنعه فإن كان يصنعه إلى من هو أهله فاعلم أنّه إلى خير ، وإن كان يصنعه إلى غير أهله ، فاعلم أنّه ليس له عند الله خير».
[٢ / ٧٩٧٥] وفي لفظ آخر عنه قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «يا مفضّل! إذا أردت أن تعلم إلى خير يصير الرجل أم إلى شرّ ، انظر أين يضع معروفه ، فإن كان يضع معروفه عند أهله ، فاعلم أنّه يصير إلى خير ، وإن كان يضع معروفه عند غير أهله ، فاعلم أنّه ليس له في الآخرة من خلاق» (٣).
[٢ / ٧٩٧٦] وعن أبي مخنف الأزديّ قال : «أتى أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ رهط من الشيعة ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، لو أخرجت هذه الأموال ففرّقتها في هؤلاء الرؤساء والأشراف وفضّلتهم علينا ، حتّى إذا استوسقت الأمور (٤) عدت إلى أفضل ما عوّدك الله من القسم بالسويّة والعدل في الرعيّة! فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : أتأمروني ، ويحكم ، أن أطلب النصر بالظلم والجور فيمن ولّيت عليه من أهل الإسلام! لا والله لا يكون ذلك ما سمر السمير (٥) ، وما رأيت في السماء نجما. والله لو كانت أموالهم مالي لساويت بينهم ، فكيف وإنّما هي أموالهم.
__________________
(١) السراح ـ بالمهملات ـ : الإرسال والخروج من الأمر بسرعة وسهولة.
(٢) السيب : العطاء.
(٣) أي نصيب.
(٤) استوسق له الأمر : انتظم وانقاد. وفي بعض النسخ : استوثقت.
(٥) يقال : لا أفعله ما سمر السمير : أي ما اختلف الليل والنهار.