[٢ / ٧٩٤٢] عن إسحاق بن عمّار عن الصادق عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الله ـ عزوجل ـ كره لي ستّ خصال ، وكرههنّ للأوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي : العبث في الصلاة. والرّفث في الصوم. والمنّ بعد الصدقة. وإتيان المساجد جنبا. والتطلّع في الدور. والضحك بين القبور» (١).
[٢ / ٧٩٤٣] رجع الحديث إلى رواية الكليني عن أحمد بن أبي عبد الله رفعه ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «المنّ يهدم الصنيعة» (٢).
العطيّة قبل المسألة
[٢ / ٧٩٤٤] وبإسناده عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليهالسلام «أنّ أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ بعث إلى رجل بخمسة أو ساق من تمر البغيبغة (٣) وكان الرجل ممّن يرجو نوافله ويؤمّل نائله ورفده ، وكان لا يسأل عليّا عليهالسلام ولا غيره شيئا. فقال رجل لأمير المؤمنين : والله ما سألك فلان ، ولقد كان يجزئه من الخمسة الأوساق وسق واحد! فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : لا كثّر الله في المؤمنين ضربك ، أعطي أنا وتبخل أنت! لله أنت ، إذا أنا لم أعط الّذي يرجوني إلّا من بعد المسألة ، ثمّ أعطيه بعد المسألة ، فلم أعطه ثمن ما أخذت منه ، وذلك لأنّي عرّضته أن يبذل لي وجهه الّذي يعفّره في التراب لربّي وربّه عند تعبّده له وطلب حوائجه إليه ، فمن فعل هذا بأخيه المسلم ، وقد عرف أنّه موضع لصلته ومعروفه ، فلم يصدّق الله ـ عزوجل ـ في دعائه له حيث يتمنّى له الجنّة بلسانه ، ويبخل عليه بالحطام من ماله ، وذلك أنّ العبد قد يقول في دعائه : اللهمّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات. فإذا دعا لهم بالمغفرة فقد طلب لهم الجنّة ، فما أنصف من فعل هذا بالقول ولم يحقّقه بالفعل».
[٢ / ٧٩٤٥] وعن أحمد بن نوح بن عبد الله عن الذّهليّ عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «المعروف ابتداء ؛ وأمّا من أعطيته بعد المسألة ، فإنّما كافيته بما بذل لك من وجهه ، يبيت ليلته أرقا متململا ، يمثل بين
__________________
(١) الخصال ١ : ٣٢٧ / ١٩ ، باب الستّة.
(٢) الكافي ٤ : ٢٢.
(٣) الوسق : ستّون صاعا. وقيل : حمل بعير. والبغيبغة : قال ياقوت (١٥ : ٤٦٩) : كأنّه تصغير البغبغة ، وهو ضرب من هدير الحمام. والبغيبغة : البئر القريبة الرشاء. قال الطريحي (مجمع البحرين ٥ : ٥ ـ ٦) : هي ضيعة أو عين بالمدينة غزيرة كثيرة النخل لآل الرسول. وعن تاريخ المدينة : عيون عملها الإمام أمير المؤمنين بينبع. وكانت كثيرة الثمر وقد بلغ جذاذها ألف وسق.