الّذي حاجّ إبراهيم
[٢ / ٧٥٣٠] أخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عبّاس في قوله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ) قال : نمرود بن كنعان (١) ، يزعمون أنّه أوّل من ملك في الأرض ، أتي برجلين قتل أحدهما وترك الآخر! فقال : (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ). قال : أستحيي : أترك من شئت ، وأميت : أقتل من شئت (٢)!
[٢ / ٧٥٣١] وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله : (قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) قال : أقتل من شئت ، واستحيي من شئت ، أدعه حيّا فلا أقتله (٣).
[٢ / ٧٥٣٢] وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال : كنّا نحدّث أنّه ملك يقال له نمرود بن كنعان ، وهو أوّل ملك تجبّر في الأرض ، وهو صاحب الصرح ببابل ، ذكر لنا : أنّه دعا برجلين ، فقتل أحدهما واستحيا الآخر ، فقال : أنا أستحيي من شئت وأقتل من شئت. وكذا روى عن عكرمة (٤).
[٢ / ٧٥٣٣] وأخرج ابن جرير عن ابن جريج ، قال : أخبرني عبد الله بن كثير أنّه سمع مجاهدا يقول : قال : (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) ، أحيي فلا أقتل ، وأميت من قتلت. قال ابن جريج ، كان أتي برجلين ، فقتل أحدهما وترك الآخر ، فقال : أنا أحيي وأميت ، قال : أقتل فأميت من قتلت. وأحيي ، قال : أستحيي فلا أقتل (٥)!
__________________
(١) جاء في سفر التكوين (أصحاح ١٠) أنّ نمرود من ولد كوش أي من ذراريه. وأنّ كنعان وفوطا ومصرايم إخوة كوش ، هم ولد حام الأربعة ، ولعلّ بعض أحفاد كوش كان سمّي كنعان ، باسم عمّ آبائهم ، كما جاء في لفظ القرطبي ٣ : ٢٨٣ ـ ٢٨٤. نقلا عن ابن عبّاس ومجاهد وقتادة والربيع والسدّي وابن إسحاق وزيد بن أسلم وغيرهم. وأخرج ابن أبي حاتم (٢ : ٤٩٨) عن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام قال : «الّذي حاجّ إبراهيم في ربّه هو نمرود بن كنعان». وذكر ابن عابدين (٢ : ٥٠٥) أنّ الّذي حاجّ إبراهيم ـ على ما قيل ـ هو نمرود بن فالح بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن كوش بن حام بن نوح.
(٢) الدرّ ٢ : ٢٥.
(٣) الدرّ ٢ : ٢٥ ؛ الطبري ٣ : ٣٦ / ٤٥٨٣ ؛ الثعلبي ٢ : ٢٣٩ ؛ أبو الفتوح ٣ : ٣.
(٤) الدرّ ٢ : ٢٥ ؛ الطبري ٣ : ٣٥ و ٣٦ / ٤٥٧٦ و ٤٥٨٢ ؛ ابن كثير ١ : ٣٢١ ، بلفظ : «قال قتادة ومحمّد بن إسحاق والسدّي وغير واحد ، وذلك أنّي أوتي بالرجلين قد استحقّا القتل فآمر بقتل أحدهما فيقتل وآمر بالعفو عن الآخر فلا يقتل ، فذلك معنى الإحياء والإماتة» ؛ ابن أبي حاتم ٢ : ٤٩٨ / ٢٦٣٥ ؛ التبيان ٢ : ٣١٦.
(٥) الطبري ٣ : ٣٩ / ٤٥٨٨.