قوله تعالى : (وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ)
أي يعطي ويمنع حسب مشيئته الناجمة عن حكمته البالغة.
[٢ / ٧٣٠٤] روى أبو جعفر الصدوق بالإسناد إلى سليمان مهران عن أبي عبد الله عليهالسلام وقد سأله عن قول الله ـ عزوجل ـ : (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ)(١) فقال : «يعني ملكه ، لا يملكها معه أحد».
قال : والقبض من الله في موضع آخر (٢) المنع. والبسط منه الإعطاء والتوسيع ، كما قال ـ عزوجل ـ : (وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) يعني : يعطي ويوسّع ، ويمنع ويضيّق (٣).
تسعير الأرزاق
[٢ / ٧٣٠٥] أخرج أحمد وأبو داوود والترمذي وصحّحه وابن ماجة وابن جرير والبيهقي في سننه عن أنس قال : غلا السعر. فقال الناس : يا رسول الله سعّر لنا! فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الله هو المسعّر ، القابض الباسط الرازق ، وإنّي لأرجو أن ألقى الله وليس أحد منكم يطالبني بمظلمة من دم ولا مال» (٤).
[٢ / ٧٣٠٦] وأخرج أبو داوود والبيهقي عن أبي هريرة : «أنّ رجلا قال : يا رسول الله سعّر! قال : بل أدعو! ثمّ جاءه رجل فقال : يا رسول الله سعّر! فقال : بل الله يخفض ويرفع ، وإنّي لأرجو أن ألقى الله وليس لأحد عندي مظلمة» (٥).
__________________
(١) الزمر ٣٩ : ٦٧.
(٢) يعني الآية : (وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ).
(٣) التوحيد : ١٦١ / ٢ ، باب ١٧ ؛ البحار ٤ : ٢ / ٣ ؛ البرهان ١ : ٥١٧ / ٢ ؛ نور الثقلين ١ : ٢٤٤ / ٩٦٩ ، و ٤ : ٥٠٠ / ١١٠ ؛ كنز الدقائق ٢ : ٣٧٩.
(٤) الدرّ ١ : ٧٤٨ ؛ مسند أحمد ٣ : ١٥٦ ، بلفظ : عن أنس بن مالك قال : غلا السعر على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : يا رسول الله ، لو سعّرت! فقال : «إنّ الله هو الخالق القابض الباسط الرازق المسعّر ، وإنّي لأرجو أن ألقى الله ولا يطلبني أحد بمظلمة ظلمتها إيّاه في دم ولا مال» ؛ أبو داوود ٢ : ١٣٥ / ٣٤٥١ ، باب ١٥ ؛ الترمذي ٢ : ٣٨٨ / ١٣٢٨ ، باب ٧١ ؛ ابن ماجة ٢ : ٧٤١ ـ ٧٤٢ / ٢٢٠٠ ، باب ٢٧ ؛ الطبري ٢ : ٨٠٥ / ٤٣٨٤ ؛ البيهقي ٦ : ٢٩ ، باب التسعير ؛ كنز العمّال ٤ : ٩٨ / ٩٧٢٦.
(٥) الدرّ ١ : ٧٤٨ ؛ أبو داوود ٢ : ١٣٤ ـ ١٣٥ / ٣٤٥٠ ، باب ١٥ ؛ البيهقي ٦ : ٢٩ ، باب التسعير ؛ كنز العمّال ٤ : ١٠٢ / ٩٧٤٣.