له عثمان : جعلت فداك ، فقال له أبو عبد الله عليهالسلام : نعم مه (١) قال : إنّي رجل موسر. فقال له : بارك الله لك في يسارك. قال : ويجيء الرجل فيسألني الشيء وليس هو إبّان زكاتي ، فقال له أبو عبد الله عليهالسلام : القرض عندنا بثمانية عشر والصدقة بعشرة ، وماذا عليك إذا كنت كما تقول موسرا أعطيته ، فإذا كان إبّان زكاتك احتسبت بها من الزكاة ، يا عثمان! لا تردّه فإنّ ردّه عند الله عظيم ، يا عثمان! إنّك لو علمت ما منزلة المؤمن من ربّه ما توانيت في حاجته ، ومن أدخل على مؤمن سرورا فقد أدخل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وقضاء حاجة المؤمن يدفع الجنون والجذام والبرص».
[٢ / ٧٩٨٩] وعن إبراهيم بن السنديّ عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «قرض المؤمن غنيمة وتعجيل خير. إن أيسر ، أدّاه وإن مات احتسب من الزكاة» (٢).
إنظار المعسر
[٢ / ٧٩٩٠] وبإسناده عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «من أراد أن يظلّه الله يوم لا ظلّ إلّا ظلّه ـ قالها ثلاثا ـ فهابه الناس أن يسألوه! فقال : فلينظر معسرا أو ليدع له من حقّه».
[٢ / ٧٩٩١] وعن عبد الرحمان بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال في يوم حارّ ـ وحنا كفّه (٣) ـ : من أحبّ أن يستظلّ من فور جهنّم؟ ـ قالها ثلاث مرّات ـ فقال الناس في كلّ مرّة : نحن يا رسول الله ، فقال : من أنظر غريما أو ترك معسرا».
ثمّ قال أبو عبد الله عليهالسلام : «قال لي عبد الله بن كعب بن مالك : إنّ أبي أخبرني أنّه لزم غريما له في المسجد ، فأقبل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فدخل بيته ونحن جالسان ، ثمّ خرج في الهاجرة (٤) فكشف رسول الله ستره وقال : يا كعب! ما زلتما جالسين؟ قلت : نعم بأبي وأمّي! فأشار رسول الله بكفّه خلّه النصف! فقلت : بأبي وأمّي! ثمّ قال : اتبعه ببقيّة حقّك. قال : فأخذت النصف ووضعت له النصف».
__________________
(١) أي ما مطلبك والهاء للسكت وأصله «فما» أي فما تريد.
(٢) الكافي ٤ : ٣٣ ـ ٣٤.
(٣) حنا كفّه ـ مخفّفة ومشدّدة ـ : لواها وعطفها.
(٤) الهاجرة : شدّة الحرّ نصف النهار.