لَها). قال : لا انقطاع لها دون دخول الجنّة (١).
[٢ / ٧٥٢٥] وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله : (لَا انْفِصامَ لَها) قال : لا يغيّر الله ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم (٢).
[٢ / ٧٥٢٦] وعن أبي الدرداء أنّه عاد مريضا من جيرته فوجده في السوق وهو يغرغر ، لا يفقهون ما يريد ، فسألهم : يريد أن ينطق؟ قالوا : نعم ، يريد أن يقول : آمنت بالله وكفرت بالطاغوت! قال أبو الدرداء : وما علمكم بذلك؟ قالوا : لم يزل يردّدها حتّى انكسر لسانه ، فنحن نعلم أنّه إنّما يريد أن ينطق بها! فقال أبو الدرداء : أفلح صاحبكم ؛ إنّ الله يقول : (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(٣).
قوله تعالى : (يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ)
أي يخرجهم من ضلالات الحياة إلى وضح النور اللّائح ، فلا يتيهون الطريق في مسيرتهم ، أينما حلّوا وحيثما ارتحلوا ، فالله تعالى هو رائدهم وهاديهم إلى معالم الفلاح والحادي بهم إلى مشارب النجاح ، في طول حياتهم الكريمة. فيعيشون عيشتهم الهنيئة المرضيّة ، والله عنده حسن المآب.
أمّا العائش في كنف الطاغوت ، فسبيله سبيل الغوايات والضلالات ، وقد انطفت عليهم ومضة الفطرة واختبأ في ضميرهم نور العقل ، الّذي جعل الله في فطرتهم ، كما ولم يسترعوا اهتماما
__________________
(١) الدرّ ٢ : ٢٣ ؛ ابن أبي حاتم ٢ : ٤٩٦ ـ ٤٩٧ / ٢٦٢٨ ، وفيه : لا انقطاع لها ، مرّتين .... ـ وزاد : وروي عن السدّي نحو ذلك ؛ ابن كثير ١ : ٣١٩ ؛ الوسيط ١ : ٣٧٠ ، بلفظ : قال ابن عبّاس : لا انقطاع لها دون رضا الله ودخول الجنّة.
(٢) الطبري ٣ : ٣٠ / ٤٥٦٨ وبعده ؛ ابن كثير ١ : ٣١٩ ، عن مجاهد وسعيد بن جبير بلفظ : قال مجاهد وسعيد بن جبير (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها ثمّ قرأ إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ). ابن أبي حاتم ٢ : ٤٩٧ / ٢٦٢٩ ، وزاد : وروي عن سعيد بن جبير ، نحو ذلك ؛ القرطبي ٣ : ٢٨٢ ؛ معاني القرآن للنحّاس ١ : ٢٧٢ / ١٨٧.
(٣) الطبري ٣ : ٢٨ ـ ٢٩ / ٤٥٦٣.