ـ تبارك وتعالى ـ : وعزّتي وجلالي لأنتقمنّ من الظالم في عاجله وآجله ، ولأنتقمنّ ممّن رأى مظلوما فقدر أن ينصره فلم يفعل!» (١).
[٢ / ٧٧٧٣] وأخرج الطبراني عن خزيمة بن ثابت ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اتّقوا دعوة المظلوم ، فإنّها تحمل على الغمام ، يقول الله : وعزّتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين» (٢).
إخفاء الصدقة والإعلان بها
وجانب آخر من الصدقة يجدر التنبّه له ، جانب إخفائها أو الإعلان بها؟ كلا الأمرين مطلوب ، كلّ في حدّ ذاته وفي مجاله الخاصّ.
الصدقة علانية ، تبعث على شياع الخير وزيادة الشوق على البرّ.
والصدقة في خفاء ، تصون عرض المحتاج ، وآكد في الحفاظ على إخلاص العمل.
قال تعالى : (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ).
ولا سيّما الصدقات المفروضة كالزكوات والكفّارات وما أشبه. حيث كانت باعثة على شياع البرّ والصلاح بين العباد. فمأ أحسنها وبها ونعمت.
[٢ / ٧٧٧٤] قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «عمل السرّ أفضل من العلانية. والعلانية أفضل لمن أراد الاقتداء به» (٣).
(وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) حيث صيانة عرض الفقير ، والحافظ على صدق العامل وإخلاصه في النيّة ، ومن ثمّ فإنّها من الحسنات الّتي تذهب بالسيّئات. (وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ) حيث ستجيش في قلوبكم التقوى والتحرّج عن شوائب القصد كما يبعث على الطمأنينة والإرتياح في إخلاص العمل لله. (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) خبير بنيّاتكم فيحاسبكم عليها إن صادقة أو كاذبة.
__________________
(١) الدرّ ٢ : ٧٦ ؛ الأوسط ١ : ١٥ / ٣٦ ؛ الكبير ١٠ : ٢٧٨ / ١٠٦٥٢ ؛ مجمع الزوائد ٧ : ٢٦٧.
(٢) الدرّ ٢ : ٧٦ ؛ الكبير ٤ : ٨٤ / ٣٧١٨ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ١٥٢ ؛ كنز العمّال ٣ : ٤٩٩ ـ ٥٠٠ / ٧٦٠٠.
(٣) شعب الإيمان ٥ : ٣٧٦ / ٧٠١٢.