(تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. تِلْكَ الرُّسُلُ ...) فالسياق سياق إخبار له عن غيره من الرسل.
كما ولم يذكر إبراهيم الخليل ولا نوحا النجيّ ولا غيرهما من سائر الأنبياء العظام ، لأنّ الكلام ـ حين الخطاب ـ دائر مع أبناء اليهود والمسيحيّة وتشكيكاتهم في الإسلام ، والأساطير الّتي سطّروها حول أنبيائهم بالذات ، فجاء الكلام تعريضا بهم وتنويها بشأن الرسل ، تنزيها بمقامهم الرفيع عن تلكم الأساطير.
ماورد بشأن تفضيل رسول الإسلام
[٢ / ٧٣٩٨] أخرج مسلم وأحمد والترمذي وغيرهم بالإسناد إلى أبي هريرة عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «فضّلت على الأنبياء بستّ : أو تيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، وأحلّت لي الغنائم ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، وأرسلت إلى الخلق كافّة ، وختم بي النبوّة» (١).
[٢ / ٧٣٩٩] وأخرج البخاري ومسلم وأحمد عن أبي هريرة أيضا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «ما من نبيّ من الأنبياء إلّا وقد أعطي من الآيات ما آمن على مثله البشر ، وإنّما كان الّذي أو تيته وحيا أوحاه الله تعالى إليّ ، فأرجوا أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة» (٢).
وقال القرطبي : والقول بتفضيل بعضهم على بعض إنّما هو بما منح من الفضائل وأعطي من الوسائل.
[٢ / ٧٤٠٠] وقد أشار ابن عبّاس إلى هذا فقال : إنّ الله فضّل محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم على الأنبياء ، وعلى أهل السماء! فقالوا : بم يا ابن عبّاس فضّله على أهل السماء؟ فقال : إنّ الله تعالى قال : (وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ) وقال لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً. لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ). قالوا : فما فضله على الأنبياء؟ قال : قال الله تعالى :
__________________
(١) مسلم ٢ : ٦٤ ؛ مسند أحمد ٢ : ٤١١ ـ ٤١٢ ؛ الترمذي ٣ : ٥٥ ـ ٥٦ / ١٥٩٤ ، باب ٥ ، قال : هذا حديث حسن صحيح ؛ الدرّ ٤ : ١١٠ ، سورة الأنفال : ٦٨ ؛ البغوي ١ : ٣٤٣ / ٢٩١ ؛ ابن كثير ٣ : ٥٠١ ، سورة الأحزاب.
(٢) البخاري ٦ : ٩٧ ، كتاب فضائل القرآن و ٨ : ١٣٨ ـ ١٣٩ ، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة ؛ مسلم ١ : ٩٢ ـ ٩٣ ، مسند أحمد ٢ : ٤٥١ ؛ البغوي ١ : ٣٤٢ / ٢٨٩ ؛ الدرّ ١ : ٨٩ ، سورة البقرة ، الآية ٢٣.