[٢ / ٧٨٠٤] وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من سأل وله قيمة أو قيّة فهو ملحف». قال ابن أبي حاتم : والأوقيّة أربعون درهما (١).
[٢ / ٧٨٠٥] وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من سأل وله ما يغنيه ، جاءت مسألته يوم القيامة خذوشا أو كدوحا في وجهه. قالوا : يا رسول الله ، وما غناه؟ قال : خمسون درهما أو حسابها من الذهب» (٢).
قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً ...)
وأخيرا يختم دستور الصدقة ـ في هذا الدرس ـ بنصّ عامّ يشمل كلّ طرائق الإنفاق ، وكلّ أوقات الإنفاق ؛ وبحكم عامّ يشمل كلّ إنفاق كان لوجه الله : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ.)
فالصدقة في جميع أطوارها وأنحائها ، عائدة مضمونة عند الله ، لا تضيع ولا يخيب صاحبها ، حيث أنفقها في سبيل مرضاته تعالى. والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
إنّه التناسق في ختام الدستور القويم ، يوحي بذلك الشمول والتعميم. والمراد بالليل والنهار جميع الأوقات ، كما أنّ المراد بالسرّ والعلن جميع الأحوال والأطوار. والآية بصيغتها العامّة وصف عن الّذين يبادرون إلى فعل الخيرات ما تاحت لهم الفرص ، في أيّ وقت كان وعلى أيّة حالة كانت. ولا يتعلّلون في قضاء حوائج المحتاجين مهما أمكنتهم الظروف ، ولا يتسوّفون ، الأمر الّذي لا يتنافى وشأن نزول الآية ، حيث أنفق عليّ عليهالسلام في سبيله تعالى جميع ما كان يملكه من دراهمه الأربعة ، ليلا ونهارا ، سرّا وجهارا. مستوعبا جميع الأزمان ومختلف الأحوال. وإليك تفصيل الكلام عنه :
__________________
(١) ابن أبي حاتم ٢ : ٥٤٢ / ٢٨٧٧ ؛ صحيح ابن خزيمة ٤ : ١٠٠ ؛ ابن كثير ١ : ٣٣٣.
(٢) الطبري ٢ : ٧٨٠ / ٤٣٣٥ ؛ الثعلبي ٢ : ٢٧٩ ؛ البغوي ١ : ٣٧٩ ـ ٣٨٠ / ٣٢٤ ؛ أبو الفتوح ٤ : ٩٣ ؛ مسند أحمد ١ : ٣٨٨ ؛ ابن ماجة ١ : ٥٨٩ / ١٨٤٠ ، باب ٢٦ ؛ مجمع البيان ٢ : ٢٠٣ ؛ ابن كثير ١ : ٣٣٣.