ورابعة : إنّها الهدهد والصّرد والطاووس والغراب (١) ... وفي تفاصيل تتضارب مع بعضها البعض ، حسبما يأتي.
ما ورد في تفسير الآية وتأويلها
[٢ / ٧٦٢٥] روى أبو جعفر الصدوق بالإسناد إلى صالح بن سهل (٢) عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله ـ عزوجل ـ : (فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً) قال : «أخذ الهدهد والصّرد والطاووس والغراب ، فذبحهنّ وعزل رؤوسهنّ ، ثمّ نحز أبدانهنّ في المنحاز (٣) بريشهنّ ولحومهنّ وعظامهنّ حتّى اختلطت ، ثمّ جزّأهنّ عشرة أجزاء على عشرة أجبل ، ثمّ وضع عنده حبّا وماء ، ثمّ جعل مناقيرهنّ بين أصابعه ، ثمّ قال : آتين سعيا بإذن الله عزوجل فتطاير بعضها إلى بعض ، اللحوم والأرياش والعظام ، حتى استوت الأبدان كما كانت وجاء كلّ بدن حتّى التزق برقبته الّتي فيها رأسه والمنقار. فخلّى إبراهيم عن مناقيرهنّ ، فوقعن وشربن من ذلك الماء والتقطن من ذلك الحبّ. ثمّ قلن : يا نبيّ الله ، أحييتنا أحياك الله! فقال إبراهيم : بل الله يحيي ويميت.
قال عليهالسلام : فهذا تفسير الظاهر ، وأمّا تفسيره في الباطن : خذ أربعة ممّن يحتمل الكلام ، فاستودعهم علمك ، ثمّ ابعثهم في أطراف الأرضين حججا لك على الناس ، وإذا أردت أن يأتوك دعوتهم بالاسم الأكبر ، يأتونك سعيا بإذن الله».
قال الصدوق : الّذي عندي في ذلك أنّه عليهالسلام أمر بالأمرين جميعا (٤).
قال : وروي أنّ الطيور الّتي أمر بأخذها : الطاووس والنسر والديك والبطّ.
__________________
(١) المصدر : ١٦٥ / ٤٧٨.
(٢) هو صالح بن سهل الهمداني كوفيّ الأصل. قال ابن الغضائري : صالح بن سهل الهمداني ، كوفيّ ، غال ، كذّاب ، وضّاع للحديث. روى عن أبي عبد الله عليهالسلام. لا خير فيه ولا في سائر ما رواه. (كتاب الرجال لابن الغضائري : ٦٩ / ٦٩ ـ ١). (معجم رجال الحديث ١٠ : ٧٧ / ٥٨٢٧).
(٣) النحز : الدقّ. والمنحاز : الهاون.
(٤) أي إنّ إبراهيم عليهالسلام أصبح مأمورا بالظاهر والباطن جميعا.