قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

التفسير الأثري الجامع [ ج ٦ ]

التفسير الأثري الجامع [ ج ٦ ]

218/559
*

(فَلَمَّا جاوَزَهُ) أي جاوز النهر (هُوَ) يعني طالوت (وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) وكلّهم مؤمنون ، فقال العصاة الّذين وقعوا في النهر (قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ) فردّ عليهم أصحاب الغرفة (قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ) يعني الّذين يعلمون ، كقوله ـ سبحانه ـ : (وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ)(١) يعني وعلم ، وكقوله ـ عزوجل ـ : (فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها)(٢). وكقوله ـ عزوجل ـ : (أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ)(٣) أي ألا يعلم. (أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللهِ) لأنّهم قد طابت أنفسهم بالموت (كَمْ مِنْ فِئَةٍ) يعني جند (قَلِيلَةٍ) عددهم (غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً) عددهم (بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) يعني بني إسرائيل في النصر على عدوّهم ، فردّ طالوت العصاة وسار بأصحاب الغرفة حتّى عاينوا العدوّ (٤).

قوله تعالى : (فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ)

قال ابن جرير : اختلف في عدّة من جاوز النهر معه يومئذ ، ومن قال منهم : لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده.

[٢ / ٧٣٢٥] فعن البراء بن عازب ، قال : كنّا نتحدّث أن عدّة أصحاب بدر على عدّة أصحاب طالوت الّذين جاوزوا النهر ، ولم يجز معه إلّا مؤمن : ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا (٥).

[٢ / ٧٣٢٦] وعن قتادة ، قال : ذكر لنا أنّ نبيّ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لأصحابه يوم بدر : «أنتم بعدّة أصحاب طالوت يوم لقي» (٦).

[٢ / ٧٣٢٧] وعن الربيع ، قال : محص الله الّذين آمنوا ، عند النهر ، وكانوا ثلاثمائة وفوق العشرة دون العشرين ، فجاء داوود عليه‌السلام فأكمل به العدّة.

قال ابن جرير : وقال آخرون : بل جاوز معه النهر أربعة آلاف ، وإنّما خلص أهل الإيمان منهم حين لقوا جالوت.

[٢ / ٧٣٢٨] فعن السدّي ، قال : عبر مع طالوت النهر من بني إسرائيل أربعة آلاف ، فلمّا جاوزه هو

__________________

(١) القيامة ٧٥ : ٢٨.

(٢) الكهف ١٨ : ٥٣.

(٣) المطفّفين ٨٣ : ٤.

(٤) تفسير مقاتل ١ : ٢٠٨ ـ ٢٠٩.

(٥) الطبري ٢ : ٨٣٩.

(٦) المصدر.