بأن يحملاه إلى بيت أمّهما ، وهي أرملة ، فكان في بيت أمّهما حتّى ملك طالوت ، فصلح أمر بني إسرائيل مع شمويل (١).
[٢ / ٧٣٢١] وأخرج ابن المنذر عن وهب أنّه سئل أنبيّ كان طالوت؟ قال : لا ، لم يأته وحي (٢).
***
[٢ / ٧٣٢٢] ومن عجيب الأمر ما أخرجه عبد الرزّاق عن قتادة : أنّ ذلك النبيّ الّذي سأله بنو إسرائيل أن يجعل لهم ملكا ، هو : يوشع بن نون (٣).
[٢ / ٧٣٢٣] وروي أنّه إرميا (٤).
[٢ / ٧٣٢٤] وقال مقاتل بن سليمان في قوله تعالى : (فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ) وهم مئة ألف إنسان (٥) فسار في حرّ شديد (قالَ إِنَّ اللهَ) عزوجل (مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ) بين الأردن وفلسطين (فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي) يقول ليس معي على عدوّي ، كقول إبراهيم عليهالسلام : (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي) يعني معي (وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي) فإنّه معي على عدوّي ثمّ استثنى فقال : (إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ) الغرفة يشرب منها الرجل وخدمه ودابّته ويملأ قربته.
ووصلوا إلى النهر من مفازة وأصابهم العطش ، فلمّا رأى الناس الماء ابتدروا فوقعوا فيه (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ) والقليل ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدّة أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم بدر
__________________
(١) الطبري ٢ : ٨٢٢ ـ ٨٢٣ / ٤٤١٤ ؛ البغوي ١ : ٣٣٥ ؛ الثعلبي ٢ : ٢١٤ ؛ أبو الفتوح ٣ : ٣٦٥ ـ ٣٦٦ ؛ تاريخ الطبري ١ : ٣٣١ ـ ٣٣٢ ؛ ابن كثير ١ : ٣٠٩.
(٢) الدرّ ١ : ٧٥٤.
(٣) عبد الرزّاق ١ : ٣٥٧ / ٣٠٦ ؛ الطبري ٢ : ٨٠٧ / ٤٣٩١ ؛ ابن أبي حاتم ٢ : ٤٦٣ / ٢٤٤٢ ؛ الثعلبي ٢ : ٢٠٨ ؛ ابن كثير ١ : ٣٠٧ ، قال : وهذا القول بعيد ، لأنّ هذا كان بعد موسى بدهر طويل وكان في زمن داوود عليهالسلام وكان بينه وبين موسى ما ينيف عن ألف سنة ، والله أعلم.
(٤) القمّي ١ : ٨١ ؛ البحار ١٣ : ٤٣٩ ، قال المجلسي : وهذا من كلام المصنّف ، أدخل بين الخبر. يعني : من كلام عليّ بن إبراهيم ، أدخله ضمن الحديث الّذي رواه بالإسناد إلى أبي بصير عن الإمام الصادق عليهالسلام ؛ نور الثقلين ١ : ٢٤٥ ـ ٢٤٦.
(٥) لعلّه بالغ فيه وقد سبق أنّ مؤرّخي اليهود لم يزيدوا على ثلاثة آلاف جند ، اختارهم طالوت للقتال. وروى الطبري ٢ : ٨٣٥ عن السدّي أنّهم ثمانون ألفا. والطبرسي ٢ : ١٤٧ عن مقاتل : سبعون ألفا. وسيأتي عن السدّي أنّهم أربعة آلاف ؛ الطبرسي ٢ : ١٤٨ ؛ والطبري ٢ : ٨٤٠ ـ ٨٤١.