وأمّا إذا كان الخارج أمراً معلوماً له ، كما في مثال النهار ، فإنّ الإنسان يرى بعينه استتار القرص وبقاء الحمرة المشرقية ، وليس هنا أي شك يرتبط بالخارج وإنّما طرأ الشك عليه في بقاء النهار لأجل الجهل بما وضع له لفظ المغرب ، فهل الموضوع له استتار القرص ، أو هو مع زوال الحمرة؟ فالإبهام في ناحية الموضوع له صار سبباً للشكّ في بقاء النهار لا الإبهام السائد على الخارج ، ففي مثله لايكون الاستصحاب حجّة ، عند العقلاء وتكون الروايات منصرفة عنها.
نظير ذلك إذا علمنا بأنّ زيداً كان عالماً ولكن طرأ عليه النسيان فشكّ في كونه مصداقاً له أو لا ، والشكّ في كونه عالماً أو ليس بعالم ليس نابعاً من إبهام الخارج ، بل نابع من الجهل بالموضوع له ، وأنّ المشتق موضوع للمتلبس ، أو للأعم منه ومن انقضى عنه المبدأ ، ومثل هذا النوع من الشكّ غير الناجم من الإبهام السائد على الخارج ، خارج عن مدلول أدلّة الاستصحاب.