عنوانه كبقاء النهار ، وتترتب عليه إقامة الصلاة أداءً وحرمة الإفطار ، وهكذا من جانب الليل؟
فقد أورد عليه بوجوه ، وقبل أن نشير إليها نذكر كلمة في حقيقة الزمان.
اختلف المتكلّمون في حقيقة الزمان ، فمن قائل : إنّه بعد موهوم ليست له واقعية خارجيّة ؛ إلى قائل آخر بأنّه بعد حقيقي كالمكان ، وهو مخلوق مستقل ، وظرف لفعله سبحانه ، كان اللّه ولم يكن معه شيء فخلق العالم في زمان لم يكن فيه شيء.
ولكن البحوث الفلسفية أثبتت بطلان كلتا النظريتين ، وانّه مقدار الحركة ، وانّ كلّ حركة فهي بسيلانها وجريانها تُولّد زماناً ، فكلّ سيلان وجريان ، بما انّه يتضمن خروج ما بالقوة إلى الفعل كحركة اليد ، وانتقال القطار من نقطة إلى نقطة ، وغيرهما يسمّى حركة ، وبما انّه يستغرق مقداراً حتى ينتقل من المبدأ إلى المنتهى فهو زمان ، وعليه فليس الزمان إلاّ مقدار الحركة الذي ينتزع من نفسها ، لا من أمر آخر.
وبما انّ لكلّ حركة زماناً ، وكانت حركة الشمس أو الأرض من أعم الحركات وأوسعها اتّخذت العامة مقدار حركتهما مقياساً وزماناً لسائر الأفعال وإلاّ فالزمان وليد عامة الحركة من غير فرق بين متحرك ومتحرك ، ولكلّ حركة زمان خاص بها ، يتولّد منها ويتدرج مع تدرّجها.
إذا عرفت ذلك ، فلنذكر الإشكالات في استصحاب الزمان.
الأوّل : عدم تصوّر البقاء فيه
إنّ الزمان شيء غير قار الذات ولايتصوّر له البقاء ، لأنّ سنخ تحقّقه هو