الله غدا مسلما ، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهنّ. فإنّهنّ من سنن الهدى ، وإنّ الله تبارك وتعالى شرع لنبيّه الهدى ، ولقد رأيتنا وما يتخلّف عنها إلّا منافق بيّن النفاق ، ولقد رأيتنا وإنّ الرجل ليهادى بين الرجلين (١) حتّى يقام في الصفّ ، وما منكم من أحد إلّا وله مسجد في بيته ، ولو صلّيتم في بيوتكم وتركتم مساجدكم ، تركتم سنّة نبيّكم ، ولو تركتم سنّة نبيّكم لكفرتم (٢).
[٢ / ٦٩٠٤] وأخرج ابن ماجة وابن حبّان والحكم وصحّحه والبيهقي في سننه عن ثوبان قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «استقيموا ولن تحصوا ، واعلموا أنّ خير أعمالكم الصلاة ، ولن يحافظ على الوضوء إلّا مؤمن» (٣).
[٢ / ٦٩٠٥] وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «أوّل ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة ، فإن صلحت صلح له سائر عمله ، وإن فسدت فسد سائر عمله» (٤).
[٢ / ٦٩٠٦] وأخرج الترمذي وحسّنه والنسائي وابن ماجة والحاكم وصحّحه عن أبي هريرة قال :
سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «إنّ أوّل ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته ، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح ، وإن فسدت فقد خاب وخسر ، وإن انتقص من فريضته قال الربّ : انظروا هل
__________________
(١) أي يمشي بينهما معتمدا عليهما من ضعفه وتمايله. يقال : تهادى في مشيه أي تمايل ولم يستطع المشي معتدلا.
(٢) الدرّ ١ : ٧٠٩ ؛ مسلم ٢ : ١٢٤ ، كتاب الصلاة ، بلفظ : «عن عبد الله قال : من سرّه أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهنّ فإن الله شرع لنبيّكم صلىاللهعليهوآلهوسلم سنن الهدى وإنّهنّ من سنن الهدى ولو أنّكم صلّيتم في بيوتكم كما يصلّي هذا المتخلّف في بيته لتركتم سنّة نبيّكم ولو تركتم سنّة نبيّكم لضللتم وما من رجل يتطهّر فيحسن الطهور ثمّ يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلّا كتب الله بكلّ خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحطّ عنه بها سيّئة. ولقد رأيتنا وما يتخلّف عنها إلّا منافق معلوم النفاق ، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتّى يقام في الصفّ» ؛ أبو داوود ١ : ١٣٣ / ٥٥٠ ، باب ٤٧ ؛ النسائي ١ : ٢٩٧ / ٩٢٢ ، باب ٥٠ ؛ ابن ماجة ١ : ٢٥٥ ـ ٢٥٦ / ٧٧٧ ، باب ١٤ ؛ كنز العمّال ٨ : ١٠ ـ ١١ / ٢١٦٤٥ ؛ القرطبي ١ : ٣٥٠.
(٣) الدرّ ١ : ٧٠٨ ؛ ابن ماجة ١ : ١٠١ ـ ١٠٢ / ٢٧٧ ، باب ٤ ؛ ابن حبّان ٣ : ٣١١ / ١٠٣٧ ، وفيه : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : سدّدوا وقاربوا واعلموا أنّ خير أعمالكم ...» ؛ الحاكم ١ : ١٣٠ ، كتاب الطهارة ؛ البيهقي ١ : ٨٢ و ٤٥٧ ؛ كنز العمّال ٣ : ٥٧ / ٥٤٧٤.
(٤) الدرّ ١ : ٧٠٥ ـ ٧٠٦ ؛ الأوسط ٢ : ٢٤٠ / ١٨٥٩ ؛ مجمع الزوائد ١ : ٢٩١ ـ ٢٩٢.