[٢ / ٨٢٥٨] عن مجاهد عن ابن عبّاس ، قال : «مرّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بمقبرة فسمع صوت إنسانين يعذّبان في قبورهما ، فقال النبيّ : يعذّبان ، وما يعذّبان في كبير؟ ثمّ قال : بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله ، وكان الآخر يمشي بالنميمة» (١).
[٢ / ٨٢٥٩] وقال الإمام أبو عبد الله الصادق عليهالسلام فيما وصف به لقمان الحكيم : «... ولم يره أحد من الناس على بول ولا غائط قطّ ...» (٢).
[٢ / ٨٢٦٠] وفي حديث جابر بن عبد الله الأنصاري : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يحاول جهده في الاستتار عند الخلاء (٣).
[٢ / ٨٢٦١] وروى الشهيد الثاني ـ في شرح النفليّة ـ : «أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لم ير على بول ولا غائط!» (٤).
وهكذا دأب عليه أئمّة المسلمين والمتأدّبون بالأدب الإسلاميّ من المؤمنين ، أن يتباعدوا عن أعين الناس عند الخلاء ، ويستتروا منهم.
إذن فكيف يا ترى صدور مثل هذا القبيح من مثل صاحب الخلق العظيم!! وحاشاه وحاشاه!! إن هي إلّا نسبة ظالمة بل قبيحة ولئيمة ، إلى حدّ بعيد.
على أنّ جهالة الراوي تقضي بوهن الحديث سندا فضلا عن وهن الدلالة حيث جهالة عبد الرحمان ابن حسنة هذا ، من هو؟
زعم بعضهم أنّه أخو شرحبيل بن حسنة ـ نظرا لاتّحادهما في تسمية الأمّ! ـ لكنّهم لم يذكروا في ترجمة شرحبيل هذا أخا لأمّه باسم عبد الرحمان. نعم ذكروا له أخوين من الأمّ ، هما : جنادة وجابر ابنا سفيان ، كان قد تزوّج بحسنة قديما قبل أن يتزوّجها عبد الله بن المطاع ، والد شرحبيل.
ومن ثمّ أنكر العسكري ـ تبعا لابن أبي خيثمة ـ أن يكون عبد الرحمان هذا أخا شرحبيل. إذن فمن هو؟ مجهول لم يعرف!
__________________
(١) البخاري ١ : ٦٠ ـ ٦١.
(٢) الوسائل ١ : ٣٠٥ / ٢ ، باب استحباب التباعد عن الناس عند التخلّي ، وشدّة التستّر والتحفّظ.
(٣) راجع : البيهقي ١ : ٩٤ ، باب الاستتار عند قضاء الحاجة.
(٤) شرح النفليّة : ١٧.