هذا وقد تفرّد زيد بن وهب في روايته لهذا الحديث الغريب عن عبد الرحمان ، هذا المجهول. وهكذا ذكر مسلم والأزدي أنّه تفرّد بالرواية عنه.
هذا وبحقّ قال يعقوب بن سفيان : «في حديث زيد بن وهب خلل كثير» (١). نعم خلل كثير وكبير ، وهذا من أكبرها.
***
[٢ / ٨٢٦٢] وهكذا أخرج البخاري وأحمد وابن أبي شيبة والبيهقي عن شعبة عن منصور بن المعتمر عن أبي وائل (شفيق بن سلمة) ، قال : كان أبو موسى الأشعريّ يشدّد في البول ويقول : إنّ بني إسرائيل كان إذا أصاب ثوب أحدهم قرضه! فقال حذيقة : ليته أمسك ، أتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سباطة قوم فبال قائما (٢).
[٢ / ٨٢٦٣] وفي مسند أحمد : كان بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم البول يتبعه بالمقراضين.
وذكر أنّ حذيفة قال : وددت أنّه ـ يعني أبا موسى ـ لا يشدّد ، لقد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أتى ، أو قال : مشى إلى سباطة قوم ، فبال قائما.
[٢ / ٨٢٦٤] وفي لفظ آخر : كنت مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في طريق فتنحّى ، فأتى سباطة قوم ، فتباعدت منه ، فأدناني حتّى صرت قريبا من عقبيه ، فبال قائما ، فدعا بماء فتوضّأ ومسح على خفّيه! (٣).
[٢ / ٨٢٦٥] وكذا أخرج البخاري عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة ، قال : أتى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم سباطة قوم فبال قائما ، ثمّ دعا بماء فجئته بماء فتوضّأ.
[٢ / ٨٢٦٦] وأخرج عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير عن منصور عن أبي وائل عن حذيفة ، قال : رأيتني أنا والنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم نتماشى ، فأتى سباطة قوم خلف حائط ، فقام كما يقوم أحدكم ، فبال ، فانتبذت منه ، فأشار إليّ فجئته فقمت عند عقبيه حتّى فرغ! (٤).
__________________
(١) راجع : الإصابة لابن حجر ٢ : ١٤٣ ، (حرف الشين). و ٤٢٢ (حرف العين). وتهذيب التهذيب ٣ : ٤٢٧ / ٧٨١.
(٢) البخاري ١ : ٦٦ ، باب البول عند سباطة قوم. والسّباطة : الكناسة : موضع تطرح فيه الزبالة خارج البيوت.
(٣) مسند أحمد ٥ : ٤٠٢ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ١ : ١٤٦ / ٥ باب ١٥١ ؛ البيهقي ١ : ١٠١ ـ ١٠٢ ؛ الدرّ ٢ : ١٣٦.
(٤) البخاري ١ : ٦٦ ، باب البول قائما. وباب البول عند صاحبه.