النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فغضب النبيّ حتّى التوى عرق الغضب بين عينيه ، وتربّد وجهه وأطرق إلى الأرض (١) فأتاه جبرئيل عليهالسلام فقال : ربّك يقرئك السّلام ويقول لك : هذا رجل سخيّ ، يطعم الطعام ، فسكن عن النبيّ الغضب ورفع رأسه وقال له : لو لا أنّ جبرئيل أخبرني عن الله أنّك سخيّ تطعم الطعام لشرّدت بك (٢) وجعلتك حديثا لمن خلفك ، فقال له الرجل : وإنّ ربّك ليحبّ السخاء؟ فقال : نعم ، فقال : إنّي أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله ، والّذي بعثك بالحقّ لا رددت من مالي أحدا».
[٢ / ٨٠٠٨] وعن زيد الشحّام عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «إنّ إبراهيم عليهالسلام كان أبا أضياف ، فكان إذا لم يكونوا عنده خرج يطلبهم ، وأغلق بابه وأخذ المفاتيح يطلب الأضياف ، وإنّه رجع إلى داره فإذا هو برجل أو شبه رجل في الدار ، فقال : يا عبد الله ، بإذن من دخلت هذه الدار؟ قال : دخلتها بإذن ربّها ـ يردّد ذلك ثلاث مرّات ـ فعرف إبراهيم أنّه جبرئيل ، فحمد الله ثمّ قال : أرسلني ربّك إلى عبد من عبيده يتّخذه خليلا ، قال إبراهيم : فأعلمني من هو أخدمه حتّى الموت؟ قال : فأنت هو ، قال : وممّ ذلك؟ قال : لأنّك لم تسأل أحدا شيئا قطّ ، ولم تسأل شيئا قطّ فقلت : لا».
[٢ / ٨٠٠٩] وعن محمّد بن سنان عن أبي عبد الرحمان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «أتى رجل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله أيّ الناس أفضلهم إيمانا؟ قال : أبسطهم كفّا».
[٢ / ٨٠١٠] وعن أبي حمزة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يؤتى يوم القيامة برجل فيقال : احتجّ ، فيقول : يا ربّ خلقتني وهديتني فأوسعت عليّ فلم أزل أوسّع على خلقك وأيسّر عليهم ، لكي تنشر عليّ هذا اليوم رحمتك وتيسّره. فيقول الربّ ـ جلّ ثناؤه وتعالى ذكره ـ : صدق عبدي ، أدخلوه الجنّة».
[٢ / ٨٠١١] وعن الحسن بن عليّ الوشّاء ، قال : سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول : «السخيّ قريب من الله ، قريب من الجنّة ، قريب من الناس. وسمعته يقول : السخاء شجرة في الجنّة ، من تعلّق بغصن من أغصانها دخل الجنّة».
[٢ / ٨٠١٢] وعن ياسر الخادم عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : «السخيّ يأكل طعام الناس ليأكلوا من طعامه ، والبخيل لا يأكل من طعام الناس لئلّا يأكلوا من طعامه».
__________________
(١) الالتواء : الالتفات. والتربّد : التغيّر. الإطراق : السكوت وأطرق إلى الأرض أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض.
(٢) أي طردتك أو سمعت الناس بعيوبك. «حديثا لمن خلفك» أي يحدّثون عنك بالشرّ.