سبيله تعالى وفي مختلف الأحوال.
وغمز بعضهم في إسناد الحديث ، بسبب عبد الوهّاب بن مجاهد (١).
لكن عرفت من ابن الأثير ، روايته بطريقين. وكذا الواحدي في الوسيط.
هذا فضلا عن استفاضة الحديث بل تواتره نقلا وتحديثا في كتب التفسير والحديث (٢).
وقد تقدّم إخراج الحاكم الحسكاني (٣) وفرات بن إبراهيم (٤) الحديث بعدّة طرق من غير طريق ابن مجاهد فتدبّر جيّدا.
[٢ / ٧٨١٨] وأخرج ابن شهر آشوب عن ابن عبّاس ، والسدّي ، ومجاهد ، والكلبي ، وأبي صالح ، والواحدي ، والطوسي ، والثعلبي ، والطبرسي ، والماوردي ، والقشيري ، والثمالي ، والنقّاش ، والفتّال ، وعبيد الله بن الحسين ، وعليّ بن حرب الطائي في تفاسيرهم ، أنّه كان عند عليّ بن أبي طالب عليهالسلام أربعة دراهم فضّة ، فتصدّق بواحد ليلا وبواحد نهارا وبواحد سرّا وبواحد علانية ، فنزل : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) ، فسمّى كلّ درهم مالا وبشّره بالقبول. رواه النطنزي (٥) في الخصائص (٦).
[٢ / ٧٨١٩] وروى أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي المشتهر بالمفيد ، من كتاب «ابن دأب» (٧) في فضل الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وفيه سبعون منقبة له ، ليس لأحد فيها نصيب. وأخرجه بإسناده إليه ، قال ـ عند تعداده لفضائل الإمام عليهالسلام الخاصّة به ـ : ثمّ الرغبة بالقربة إلى الله
__________________
(١) ابن كثير في التفسير ١ : ٣٣٣. والهيثمي في المجمع ٦ : ٣٢٤.
(٢) فضائل الخمسة للفيروزآبادي ١ : ٢٧٤ ـ ٢٧٦.
(٣) شواهد التنزيل ١ : ١٠٩.
(٤) تفسير فرات : ٧٠ ـ ٧٣.
(٥) والنطنزيّ ، نسبة إلى نطنز : بليدة بنواحي أصبهان. هو أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن أحمد ، الأديب البارع من أهل أصبهان ، صاحب التصانيف. توفّي : ٤٩٧. (الأنساب للسمعاني ٥ : ٥٠٥).
(٦) المناقب ١ : ٣٤٥ ؛ البحار ٤١ : ٢٥ ؛ البرهان ١ : ٥٦٧ / ٨.
(٧) هو أبو الوليد عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب. كان فاضلا أديبا عالما بأشعار العرب وأخبارها ، وجامعا للغرر من أحاديث الكرام. كان معاصرا لموسى الهادي العبّاسي ، منادما له. وكان يكرمه ويقدّمه على أقرانه. وله مع موسى الهادي أخبار وطرائف حسان. ذكره المسعودي في المروج. والقمّي في الكنى والألقاب.