دراهمه الأربعة في الليل والنهار ، سرّا وعلانية. قال محبّ الدين : وتابع ابن عبّاس مجاهد وابن السائب ومقاتل (١).
[٢ / ٧٨١٥] وأخرج ابن الأثير بطريقين (٢) عن مجاهد عن ابن عبّاس قال : نزلت في عليّ عليهالسلام حين أنفق دراهمه الأربعة في سبيل الله ، ليلا ونهارا ، سرّا وعلانية (٣).
[٢ / ٧٨١٦] وقال مقاتل بن سليمان : نزلت في عليّ بن أبي طالب عليهالسلام. لم يملك غير أربعة دراهم ، فتصدّق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرّا وبدرهم جهارا. فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما حملك على ذلك؟ قال : حملني أن استوجب من الله الّذي وعدني. فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الآن لك ذلك» ، قال : فأنزل الله ـ عزوجل ـ فيه : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً)(٤).
قوله : «حملني أن استوجب من الله الّذي وعدني» يعني : ما وعد الله المنفقين في سبيل الله ، إنفاقا في جميع الأحوال. وليس قوله هذا ناظرا إلى الآية نفسها. فلا ينافي نزولها بشأنه بعد ما أنفق دراهمه الأربعة.
[٢ / ٧٨١٧] قال ابن حجر الهيثمي : وأخرج الواقدي عن ابن عبّاس ، قال : كان مع عليّ عليهالسلام أربعة دراهم ، لا يملك غيرها. فتصدّق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرّا وبدرهم علانية ، فنزل فيه :
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(٥).
***
قلت : وممّا يؤكّد على نزول الآية بشأنه عليهالسلام هي صيغة الجمع المضاف في قوله تعالى : (يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ) الظاهر في الاستيعاب والشمول ، إذ كان عليهالسلام لا يملك سوى أربعة دراهم ، فأنفقها جميعا في
__________________
(١) الرياض النضرة ٢ : ٢٠٦ ؛ فضائل الخمسة ١ : ٢٧٥.
(٢) عن طريق أبي محمّد عبد الله بن سويدة التكريتي بالإسناد إلى ابن مجاهد عنه عن ابن عبّاس. وعن طريق عفّان بن مسلم عن وهيب عن أيّوب عن مجاهد عن ابن عبّاس.
(٣) أسد الغابة ٤ : ٢٥.
(٤) تفسير مقاتل ١ : ٢٢٥.
(٥) الصواعق المحرقة : ٧٨. وذكره الشبلنجي في نور الأبصار : ٧٠. وهكذا الهيثمي في مجمع الزوائد ٦ : ٣٢٤. قال : ورواه الطبراني.