بالصدقة ؛ قال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا عليّ ، ما عملت في ليلتك؟ قال : ولم يا رسول الله؟ قال : نزلت فيك أربعة معالي. قال : بأبي أنت وأمّي كانت معي أربعة دراهم ، فتصدّقت بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرّا وبدرهم علانية. قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : فإنّ الله أنزل فيك : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ»)(١).
[٢ / ٧٨٢٠] وروى أبو النضر محمّد بن مسعود العيّاشي بالإسناد إلى أبي إسحاق ، قال : كان لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام أربعة دراهم فتصدّق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرّا وبدرهم علانية. فبلغ ذلك النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «يا عليّ ما حملك على ما صنعت؟ قال : إنجاز موعود الله. فأنزل الله : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً»)(٢).
وهكذا روى ابن بابويه الصدوق بالإسناد إلى الإمام أبي الحسن الرضا عليهالسلام (٣).
[٢ / ٧٨٢١] وأخرج جار الله الزمخشري عن ابن عبّاس ، قال : نزلت في عليّ عليهالسلام لم يملك سوى أربعة دراهم ، فتصدّق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرّا وبدرهم جهرا.
قال : وقيل : نزلت في أبي بكر ، حين تصدّق بأربعين ألف دينار!! عشرة آلاف بالليل ، وعشرة آلاف بالنهار ، وعشرة آلاف في السرّ ، عشرة آلاف في العلانية!! (٤)
قال : وقيل : نزلت في علف الخيل وارتباطها في سبيل الله. وكان أبو هريرة إذا مرّ بفرس سمين ، قرأ هذه الآية!!.
لكنّه فسّر الآية بالّذين يعمّون الأوقات والأحوال ويبادرون إلى التصدّق في سبيل الله ، على جميع الأحوال والأزمان ، استباقا للخير ، فكلّما نزلت بهم حاجة محتاج تعجّلوا في قضائها ولم يتأخّروا ولم يتعلّلوا ، بوقت ولا حال (٥).
__________________
(١) كتاب الاختصاص : ١٥٠. (مصنّفات المفيد ١٢ : ١٤٤ ـ ١٦٠) ؛ البحار ٤٠ : ١٠٥ ـ ١١٧ باب ٩١.
(٢) العيّاشي ١ : ١٧١ / ٥٠٣ ؛ البحار ٤١ : ٣٥ / ١١ ، باب ١٠٢ ؛ البرهان ١ : ٥٦٦ / ٤ ؛ نور الثقلين ١ : ٢٩٠ ؛ الصافي ١ : ٤٧٥ ؛ كنز الدقائق ٢ : ٤٥٠ ـ ٤٥١.
(٣) عيون الأخبار ٢ : ٦٧ / ٢٥٥ ، باب ٣١ ؛ البحار ٤١ : ٣٥ / ٨ ، باب ١٠٢.
(٤) سيأتي عن الآلوسي أن لا مستند لهذا القول.
(٥) الكشّاف ١ : ٣١٩.