وعشرين ضعفا» (١).
قال المحقّق الأردبيلي : المشهور بين الأصحاب أنّ الإظهار في الفريضة أولى ، لا سيّما في المال الظاهر ، ولمن هو محلّ التهمة لرفع تهمة عدم الدفع ، وبعده عن الرياء ، ولأن يتبعه الناس في ذلك. والإخفاء في غيرها ليسلم من الرياء. والمرويّ عن ابن عبّاس أنّ صدقة التطوّع إخفاؤها أفضل ، وأمّا المفروضة فلا يدخلها الرياء ، ويلحقها تهمة المنع بإخفائها ، فإظهارها أفضل (٢).
[٢ / ٧٧٨١] وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) قال : جعل الله صدقة السرّ في التطوّع تفضل على علانيتها سبعين ضعفا ، وجعل صدقة الفريضة علانيتها أفضل من سرّها بخمسة وعشرين ضعفا ، وكذلك جميع الفرائض والنوافل في الأشياء كلّها (٣).
[٢ / ٧٧٨٢] وقال أبو عليّ الطبرسي : إنّ صدقة التطوّع إخفاؤها أفضل ، لأنّه يكون أبعد من الرياء. وأمّا المفروض فلا يدخله الرياء ويلحقه تهمة المنع بإخفائها ، فإظهارها أفضل. عن ابن عبّاس وسفيان الثوري واختاره الجبّائي (٤).
[٢ / ٧٧٨٣] وأخرج الطبراني عن معاوية بن حيدة عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إنّ صدقة السرّ تطفئ غضب الربّ» (٥).
[٢ / ٧٧٨٤] وأخرج الطيالسي وأحمد والبزّار والطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب عن أبي ذرّ قال : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ألا أدلّك على كنز من كنوز الجنّة؟ قلت : بلى يا رسول الله! قال :
__________________
(١) مستدرك الوسائل ٧ : ١٣٣ ؛ عوالي اللئالي ٢ : ٧٢ / ١٨٩.
(٢) زبدة البيان : ١٩٢.
(٣) الدرّ ٢ : ٧٧ ؛ الطبري ٣ : ١٢٧ ـ ١٢٨ / ٤٨٤٩ ؛ الثعلبي ٢ : ٢٧٤ ؛ ابن أبي حاتم ٢ : ٥٣٦ / ٢٨٤٧ ؛ أبو الفتوح ٤ : ٨١.
(٤) مجمع البيان ٢ : ١٩٨ ؛ التبيان ٢ : ٣٥١.
(٥) الدرّ ٢ : ٧٩ ؛ الكبير ١٩ : ٤٢١ / ١٠١٨ ، في رواية الأصبغ عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ مجمع الزوائد ٣ : ١١٥ ، قال الهيثمي : «رواه الطبراني في الكبير والأوسط وذكر معاوية بن حيدة في السند. قال : والحديث أطول من هذا. ويأتي بطوله في البرّ ، إن شاء الله» ؛ الثعلبي ٢ : ٢٧٣ ، بلفظ : «في الحديث : صدقة السرّ تطفئ غضب الربّ وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، وتدفع سبعين بابا من البلاء» ؛ أبو الفتوح ٤ : ٧٨ ، بنحو ما رواه الثعلبي ؛ ابن كثير ١ : ٣٣٠.