هذه ليأكل الحشف يوم القيامة» (١).
[٢ / ٧٦٩٨] وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وصحّحه وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصحّحه والبيهقي في سننه عن البراء بن عازب في قوله : (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ) قال : نزلت فينا معشر الأنصار كنّا أصحاب نخل ، كان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرته وقلّته ، وكان الرجل يأتي بالقنو والقنوين فيعلّقه في المسجد ، وكان أهل الصفّة ليس لهم طعام ، فكان أحدهم إذا جاع أتى القنو فضربه بعصاه فيسقط البسر والتمر فيأكل ، وكان ناس ممّن لا يرغب في الخير ، يأتي الرجل بالقنو فيه الشيص والحفش ، وبالقنو قد انكسر ، فيعلّقه ، فأنزل الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) قال : لو أنّ أحدكم أهدي إليه مثل ما أعطى لم يأخذه إلّا عن إغماض وحياء. قال : فكنّا بعد ذلك يأتي أحدنا بصالح ما عنده (٢).
[٢ / ٧٦٩٩] وأخرج عبد بن حميد وأبو داوود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والدار قطني والحاكم والبيهقي في سننه عن سهل بن حنيف قال : «أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالصدقة ، فجاء رجل بكبائس من هذا السحل ـ يعني الشيص ـ فوضعه ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : من جاء بهذا؟ ـ وكان كلّ من جاء بشيء نسب إليه ـ فنزلت : (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ) الآية. ونهى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن لونين من التمر ، أن يؤخذا في الصدقة الجعرور والحبيق» (٣).
__________________
(١) الدرّ ٢ : ٦٠ ؛ أبو داوود ١ : ٣٦٢ / ١٦٠٨ ، باب ١٧ ؛ بلفظ : «قال : دخل علينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المسجد وبيده عصا وقد علّق رجل منّا حشفا ، فطعن بالعصا في ذلك القنو ، وقال : لو شاء ربّ هذه الصدقة تصدّق بأطيب منها. وقال : إنّ ربّ هذه الصدقة يأكل الحشف يوم القيامة» ؛ النسائي ٢ : ٢٣ / ٢٢٧٢ ، باب ٢٩ ؛ ابن ماجة ١ : ٥٨٣ / ١٨٢١ ، باب ١٩ ؛ ابن خزيمة ٤ : ١٠٩ ؛ ابن حبّان ١٥ : ١٧٨ / ٦٧٧٤ ، وزاد : ثمّ أقبل علينا فقال : أما والله يا أهل المدينة لتذرنّها للعوافي هل تدرون ما العوافي؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : الطير والسباع ؛ الحاكم ٢ : ٢٨٥ ، و ٤ : ٤٢٥ ـ ٤٢٦ ؛ البيهقي ٤ : ١٣٦ ؛ الثعلبي ٢ : ٢٦٨ ؛ أبو الفتوح ٤ : ٦٥ ـ ٦٦ ؛ الطبري ٣ : ١١٦.
(٢) الدرّ ٢ : ٥٨ ؛ المصنّف ٣ : ١١٥ / ٥ ، باب ١٤٦ ؛ الترمذي ٤ : ٢٧٨ / ١٨٢٢ ؛ الطبري ٣ : ١١٤ / ٤٨٠٦ ؛ ابن أبي حاتم ٢ : ٥٢٨ / ٢٨٠٣ ؛ الحاكم ٢ : ٢٨٥ ؛ البيهقي ٤ : ١٣٦ ؛ مجمع البيان ٢ : ١٩١ ، عن عليّ عليهالسلام والبراء بن عازب والحسن وقتادة.
(٣) الدرّ ٢ : ٥٩ ؛ أبو داوود ١ : ٣٦٢ / ١٦٠٧ ، باب ١٧ ؛ النسائي ٢ : ٢٢ / ٢٢٧١ ؛ الطبري ٣ : ١١٥ / ٤٨٠٩ ؛ ابن أبي حاتم ٢ : ٥٢٨ / ٢٨٠٢ ؛ الكبير ٦ : ٧٦ / ٥٥٦٦ ؛ الدارقطني ٢ : ١٣٠ / ١١ ؛ الحاكم ١ : ٤٠٢ ؛ البيهقي ٤ : ١٣٦.