[٢ / ٧٦٥٥] وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله : (وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) قال : واسع أن يزيد من سعته ، عالم بمن يزيده (١).
***
وتوكيدا للمعنى الّذي سلف من حكمة الإنفاق والبذل ، توكيدا لأنّ الغرض هو تهذيب النفوس وترضية القلوب ، وربط الواهب والآخذ برباط الحبّ في الله. يقول تعالى : (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ).
فيقرّر أنّ الصدقة الّتي يتبعها أذى لا ضرورة لها ، وأولى منها كلمة طيّبة وشعور سمح. كلمة طيّبة تضمد جراح القلوب ، وتنعمها بالرضى والبشاشة.
(وَمَغْفِرَةٌ) : إعفاء للسائل بلين وردّ جميل ، خير من صدقة يتبعها أذى.
[٢ / ٧٦٥٦] قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إذا سأل السائل فلا تقطعوا عليه مسألته حتّى يفرغ منها ، ثمّ ردّوا عليه بوقار ولين ؛ إمّا بذل يسير أو ردّ جميل» (٢).
[٢ / ٧٦٥٧] وروى أبو جعفر الكليني بالإسناد إلى أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن محمّد بن سنان عن إسحاق بن عمّار عن الوصّافي عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «كان فيما ناجى الله ـ عزوجل ـ به موسى عليهالسلام قال : يا موسى أكرم السائل ببذل يسير أو بردّ جميل ؛ لأنّه قد يأتيك من ليس بإنس ولا جانّ ، ملائكة من ملائكة الرحمان يبلونك فيما خوّلتك ويسألونك عمّا نوّلتك ، فانظر كيف أنت صانع ، يا ابن عمران!» (٣).
__________________
(١) الدرّ ٢ : ٣٧ ؛ الطبري ٣ : ٨٧ / ٤٧١٩ ؛ التبيان ٢ : ٣٣٣ ؛ مجمع البيان ٢ : ١٨٠ ، بلفظ : «قيل : واسع الرحمة لا يضيق عن المضاعفة عَلِيمٌ بما يستحقّ الزيادة ، عن ابن زيد».
(٢) مجمع البيان ٢ : ٣٧٥ ؛ الثعلبي ٢ : ٢٦١ ؛ نور الثقلين ١ : ٢٨٣ ؛ القرطبي ٣ : ٣١٠.
(٣) الكافي ٤ : ١٥ / ٣ ، أبواب الصدقة ، باب كراهيّة ردّ السائل ؛ الفقيه ٢ : ٦٨ / ١٧٤٤ ، باب فضل الصدقة ؛ البحار ٥٦ : ١٩٠ / ٤٣ ، باب ٢٣ ؛ نور الثقلين ٥ : ٥٩٧ ـ ٥٩٨ / ٢٧ ، سورة الضحى ٩٣ : ١٠.