تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) أنّك اتّخذتني خليلا وتجيبني إذا دعوتك (١).
[٢ / ٧٦٤٢] وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عبّاس قال : إنّ إبراهيم مرّ برجل ميّت ، زعموا أنّه حبشيّ ، على ساحل البحر ، فرأى دوابّ البحر تخرج فتأكل منه ، وسباع الأرض تأتيه فتأكل منه ، والطير تقع عليه فتأكل منه! فقال إبراهيم عند ذلك : ربّ هذه دوابّ البحر تأكل من هذا ، وسباع الأرض والطير ، ثمّ تميت هذه فتبلى ثمّ تحييها ، فأرني كيف تحيي الموتى؟ قال : أو لم تؤمن يا إبراهيم أنّي أحيي الموتى؟ قال : بلى يا ربّ ولكن ليطمئنّ قلبي! يقول : لأرى من آياتك وأعلم أنّك قد أجبتني! فقال الله : خذ أربعة من الطير ، فصنع ما صنع ، والطير الّذي أخذه : وزّ ورأل وديك وطاووس ، وأخذ نصفين مختلفين ثمّ أتى أربعة أجبل ، فجعل على كلّ جبل نصفين مختلفين ، وهو قوله : (ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً) ثمّ تنحّى ورؤوسهما تحت قدميه ، فدعا باسم الله الأعظم ، فرجع كلّ نصف إلى نصفه وكلّ ريش إلى طائره ، ثمّ أقبلت تطير بغير رؤوس إلى قدمه تريد رؤوسها بأعناقها ، فرفع قدمه فوضع كلّ طائر منها عنقه في رأسه فعادت كما كانت (٢).
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة نحوه. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن نحوه.
[٢ / ٧٦٤٣] وأخرج أبو إسحاق الثعلبي عن الحسن وقتادة وعطاء الخراساني والضحّاك وابن جريج : كان سبب ذلك السؤال ، أنّ إبراهيم أتى على دابّة ميّتة ، قال ابن جريج : كانت جيفة حمار بساحل البحر ، قال عطاء : بحيرة الطبريّة ، قالوا : فرآها وقد توزّعتها دوابّ البرّ والبحر ، وكان إذا مدّ البحر جاءت الحيتان ودوابّ البحر فأكلت منها ، فما وقع منها يصير في الماء ، وإذا جزر البحر جاءت السباع فأكلت منها ، فما وقع منها يصير ترابا ، فإذا ذهبت السباع جاءت الطيور فأكلن منها فما سقط قطعته الريح في الهواء. فلمّا رأى ذلك إبراهيم عليهالسلام تعجّب منها وقال : يا ربّ قد علمت لتجمعنّها من بطون هذه السباع وحواصل الطيور وأجواف دوابّ البرّ ، فأرني كيف تحييها لأعاين
__________________
(١) الدرّ ٢ : ٣٣ ـ ٣٤ ؛ الطبري ٣ : ٦٨ ـ ٦٩ / ٤٦٦٦ ؛ الثعلبي ٢ : ٢٥٢ ، واللفظ له ؛ البغوي ١ : ٣٥٧ ؛ ابن أبي حاتم ٢ : ٥٠٧ ـ ٥٠٨ / ٢٦٨٩ ؛ أبو الفتوح ٤ : ٢٨ ـ ٢٩ ؛ مجمع البيان ٢ : ١٧٧.
(٢) الدرّ ٢ : ٣٢ ـ ٣٣ ؛ ابن أبي حاتم ٢ : ٥٠٧ ـ ٥١٤ ؛ العظمة ٢ : ٦١٩ / ذيل ٢٣٩ ـ ٥٠ ، باب ٩ ؛ الطبري ٣ : ٦٧ / ٤٦٦١.