أكلت بعضها بعضا (ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً). فلمّا دعاهنّ أجبنه! وكانت الجبال عشرة» (١).
[٢ / ٧٦٣٢] وأيضا عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «وكانت الجبال عشرة وكانت الطيور الديك والحمامة والطاووس والغراب. فقال : فخذ أربعة من الطير فقطّعهنّ بلحمهنّ وعظامهنّ وريشهنّ ثمّ امسك رؤوسهن ثمّ فرّقهنّ على عشرة جبال على كلّ جبل منهنّ جزءا ، فجعل ما كان في هذا الجبل يذهب إلى هذا الجبل بريشه ولحمه ودمه ، ثمّ يأتيه حتّى يضع رأسه في عنقه حتّى فرغ من أربعتهنّ» (٢).
[٢ / ٧٦٣٣] وعن معروف بن خرّبوذ قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : «إنّ الله لمّا أوحى إلى إبراهيم عليهالسلام أن خذ أربعة من الطير ، عمد إبراهيم فأخذ النعامة والطاووس والوزّة (٣) والديك ، فنتف ريشهنّ بعد الذبح ثمّ جعلهنّ في مهراسة (٤) فهرسهنّ ثمّ فرّقهنّ على جبال الأردن ، وكانت يومئذ عشرة أجبال ، فوضع على كلّ جبل منهنّ جزءا. ثمّ دعاهنّ بأسمائهنّ فأقبلن إليه سعيا ، يعني مسرعات. فقال إبراهيم عند ذلك : (أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»)(٥).
[٢ / ٧٦٣٤] وعن عليّ بن أسباط أن أبا الحسن الرضا عليهالسلام سئل عن قول الله : (قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) أكان في قلبه شكّ؟ قال : «لا ولكنّه أراد من الله الزيادة في يقينه ، قال : والجزء واحد من العشرة» (٦).
[٢ / ٧٦٣٥] وعن عبد الصمد بن بشير قال : جمع لأبي جعفر المنصور القضاة ، فقال لهم : رجل أوصى بجزء من ماله فكم الجزء؟ فلم يعلموا كم الجزء ، واشتكوا إليه (٧) فيه ، فأبرد بريدا إلى صاحب المدينة أن يسأل جعفر بن محمّد عليهالسلام : رجل أوصى بجزء من ماله فكم الجزء؟ فقد أشكل ذلك على
__________________
(١) العيّاشي ١ : ١٦١ / ٤٧٠. وصحّحناه على نسخة الكافي ٨ : ٣٠٥ / ٤٧٣ ؛ البحار ١٢ : ٦١ / ٦ باب ٣ ؛ العلل ٢ : ٥٨٥ ـ ٥٨٦ / ٣١ ، باب ٣٨٥.
(٢) العيّاشي ١ : ١٦٢ / ٤٧١.
(٣) الوزّة : البطّ.
(٤) المهراس : الهاون.
(٥) البقرة ٢ : ٢٥٩. راجع : العيّاشي ١ : ١٦٣ / ٤٧٣.
(٦) المصدر : ٤٧٣.
(٧) أي أبدوا له تألّمهم من عدم المعرفة.