[٢ / ٧٥٤٥] وقال قتادة والربيع وعكرمة وناجية بن كعب وسليمان بن بريدة والضحّاك والسدّي وسلم الخوّاص : هو عزير بن شرحيّا (١).
[٢ / ٧٥٤٦] وعن ابن عبّاس ـ فيما رواه ابن جرير وابن عساكر ـ : «إنّه عزير بن سروحا» (٢).
وعزير هو عزرا بن سرايا بن عزريا ، من سبط هارون (٣) كاهن وكاتب يهودي وقع في أسر بابل (عام : ٥٨٦ ق. م.) مع سائر الكهنة اليهود. وبعد أن سقطت بابل على يد الملك الفارسي «كورش» (عام : ٥٣٩) وتحرّر اليهود ، عاد أكثرهم إلى أورشليم ليعيدوا بناء الهيكل من جديد. وبعد ثمانين عاما ، جاءهم عزرا ، ليعيد لهم الشريعة الّتي مزّقها ملك بابل. وأعاد كتابة الأسفار الّتي كانت ممزّقة ومبعثرة ، ومن ثمّ كان هو القائم بإحياء شريعة اليهود بعد اندراسها لعهد طويل. ولأجله لقّب بابن الله ، تشريفا له.
الأمر الّذي جعل حياته واضحة الأبعاد ، لا موضع فيها لفرض غيبته طول مئة عام ، كي يحتمل أنّه هو صاحب القصّة.
وقال ابن عاشور : والّذي يظهر لي أنّه (صاحب القصّة) حز قيال بن بوزي ، كان معاصرا لإرميا ودانيال وكان من جملة الّذين أسرهم نبوكد نصّر إلى بابل ، في أوائل القرن السادس قبل الميلاد.
وذلك أنّه لمّا رأى عزم نبوكد نصّر على استئصال اليهود ، ومحق آثار الشريعة ، وإحراق الكتب والصحائف الدينيّة ، عمد إلى جمع كتب الشريعة وتابوت العهد وعصا موسى وغيرها من آثار اليهود ، ورماها في بئر في أورشليم ، خشية أن يحرقها نبوكد نصّر ، ولعلّه اتّخذ علامة يعرفها بها وجعلها سرّا بينه وبين أنبياء عصره وورثتهم من الأنبياء.
فلمّا أسر وأخذ إلى بابل ، بقي هنالك وكتب رسالة تحتوي على رؤى ومنامات كان يراها وحيا يأتيه رمزا في منامه ، فجعل يسجّلها تنبّؤا بأنّها إشارات إلى شدائد يتحمّلها قومه وفيها البشائر أيضا إلى الخلاص والنجاة وإحياء الدين وإعادة قوميّتهم من جديد.
__________________
(١) الثعلبي ٢ : ٢٤٢.
(٢) الطبري ٣ : ٤٠ ـ ٤١ ؛ ابن عساكر ٤٠ : ٣٢٠ / ٤٦٩٦.
(٣) سفر عزرا ٧ : ١.