من فيه! فقال طالوت : والله لعسى الله أن يقتله به ، قال : فلمّا أن أصبحوا ورجعوا إلى طالوت والتقى الناس ، قال داوود : أروني جالوت ، فلمّا رآه أخذ الحجر فجعله في مقذافه فرماه فصكّ به بين عينيه فدمغه ونكس عن دابّته ...» (١).
[٢ / ٧٣٣٢] وأخرج عبد الرزّاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن وهب بن منبّه قال : لمّا برز طالوت لجالوت قال جالوت : ابرزوا لي من يقاتلني ، فإن قتلني فلكم ملكي ، وإن قتلته فلي ملككم ، فأتي بداوود إلى طالوت فألبسه سلاحا ، فكره داوود أن يقاتله بسلاح ، وقال : إنّ الله إن لم ينصرني عليه لم يغن السلاح شيئا. فخرج إليه بالمقلاع ومخلاة فيها أحجار ، ثمّ برز له جالوت ، فقال أنت تقاتلني؟! قال داوود : نعم! قال : ويلك ما خرجت إلّا كما تخرج إلى الكلب بالمقلاع والحجارة! لأبددنّ لحمك ، ولأطعمنّه اليوم للطير والسباع! فقال له داوود : بل أنت عدوّ الله شرّ من الكلب ، فأخذ داوود حجرا فرماه بالمقلاع ، فأصابت بين عينيه حتّى نفذت في دماغه ، فصرخ جالوت وانهزم من معه واحتزّ رأسه (٢).
[٢ / ٧٣٣٣] وقال الواحدي : (وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ) جمع له بين الملك والنبوّة. قال ابن عبّاس : يعني بعد طالوت (٣).
[٢ / ٧٣٣٤] وقال الطبرسي : (وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ) أي : وأعطاه الملك بعد قتل جالوت بسبع سنين ، عن الضحّاك (٤).
[٢ / ٧٣٣٥] وروى أبو جعفر الكليني بالإسناد إلى أحمد بن أبي داوود عن عبد الله بن أبان عن أبي عبد الله عليهالسلام ـ في حديث طويل يذكر فيه مسجد السهلة ـ يقول فيه : «ومنه سار داوود إلى جالوت» (٥).
__________________
(١) العيّاشي ١ : ١٥٤ ـ ١٥٥ / ٤٤٦ ؛ البحار ١٣ : ٤٥١ ـ ٤٥٢ / ١٦ و ١٧ باب ١٩ ؛ البرهان ١ : ٥٢٣ ـ ٥٢٤ / ١٩.
(٢) الدرّ ١ : ٧٦١ ـ ٧٦٢ ؛ عبد الرزّاق ١ : ٣٦٤ ـ ٣٦٥ / ٣٢٧ ؛ الطبري ٢ : ٨٤٤ ـ ٨٤٥ / ٤٤٧٧ ؛ ابن أبي حاتم ٢ : ٤٧٧ ـ ٤٧٨ / ٢٥٢٦ ؛ التبيان ٢ : ٣٠٠.
(٣) الوسيط ١ : ٣٦١.
(٤) مجمع البيان ٢ : ١٥١.
(٥) نور الثقلين ١ : ٢٥٢ ؛ الكافي ٣ : ٤٩٤ / ١ ، كتاب الصلاة ، باب مسجد السهلة ؛ البحار ١١ : ٥٧ / ٥٨.