مكانك ، مرني فأفعل. فرجع فنام فسمع صوتا أيضا يقول : أشمويل! فقال : لبّيك أنا هذا مرني أفعل. قال : انطلق إلى عيلي فقل له : منعه حبّ الولد أن يزجر ابنيه أن يحدثا في قدسي وقرباني وأن يعصياني ، فلأنز عنّ منه الكهانة ومن ولده ، ولأهلكنّه وإيّاهما ، فلمّا أصبح سأله عيلي ، فأخبره ، ففزع لذلك فزعا شديدا.
فسار إليهم عدوّ ممّن حولهم ، فأمر ابنيه أن يخرجا بالناس فيقاتلا ذلك العدوّ فخرجا وأخرجا معهما التابوت الّذي كان فيه اللوحان وعصا موسى ، لينصروا به. فلمّا تهيّئوا للقتال هم وعدوّهم ، جعل عيلي يتوصّد الخبر ماذا صنعوا ، فجاءه رجل يخبره وهو قاعد على كرسيّه : أنّ ابنيك قد قتلا ، وأنّ الناس قد انهزموا. قال : فما فعل التابوت؟ قال : ذهب به العدوّ. قال : فشهق ووقع على قفاه من كرسيّه فمات. وذهب الّذين سبوا التابوت حتّى وضعوه في بيت آلهتهم ولهم صنم يعبدونه ، فوضعوه تحت الصنم ، والصنم من فوقه ، فأصبح من الغد والصنم تحته وهو فوق الصنم. ثمّ أخذوه فوضعوه فوقه وسمروا قدميه في التابوت ، فأصبح من الغد قد تقطّعت يدا الصنم ورجلاه ، وأصبح ملقى تحت التابوت! فقال بعضهم لبعض : قد علمتم أنّ إله بني إسرائيل لا يقوم له شيء ، فأخرجوه من بيت آلهتكم ، فأخرجوا التابوت فوضعوه في ناحية من قريتهم ، فأخذ أهل تلك الناحية الّتي وضعوا فيها التابوت وجع في أعناقهم ، فقالوا : ما هذا؟ فقالت لهم جارية كانت عندهم من سبي بني إسرائيل : لا تزالون ترون ما تكرهون ما كان هذا التابوت فيكم ، فأخرجوه من قريتكم! قالوا : كذبت! قالت : إنّ آية ذلك أن تأتوا ببقرتين لهما أولاد لم يوضع عليهما نير قطّ ، ثمّ تضعوا وراءهم العجلة ، ثمّ تضعوا التابوت على العجلة ، وتسيروهما ، وتحبسوا أولادهما فإنّهما تنطلقان به مذعنين ، حتّى إذا خرجتا من أرضكم ووقعتا في أرض بني إسرائيل ، كسرتا نيرهما ، وأقبلتا إلى أولادهما.
ففعلوا ذلك فلمّا خرجتا من أرضهم ووقعتا في أدنى أرض بني إسرائيل ، كسرتا نيرهما ، وأقبلتا إلى أولادهما ووضعتاه في خربة فيها حضار (١) من بني إسرائيل. ففزع إليه بنو إسرائيل وأقبلوا إليه ، فجعل لا يدنو منه أحد إلّا مات ، فقال لهم نبيّهم شمويل : اعترضوا (٢) ، فمن آنس من نفسه قوّة فليدن منه فعرضوا عليه الناس ، فلم يقدر أحد يدنو منه ، إلّا رجلان من بني إسرائيل أذن لهما
__________________
(١) أي جماعات حضور من بني إسرائيل.
(٢) أي أعرضوا أنفسكم عليه.