[٢ / ٧٣١٧] وقال في قوله تعالى : (وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ) إسماعيل (إِنَّ اللهَ) عزوجل (قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ) يعني من أين يكون له الملك (عَلَيْنا) وليس طالوت من سبط النبوّة ولا من سبط الملوك وكان طالوت فيهم حقير الشأن دون (وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ) منّا الأنبياء والملوك وكانت النبوّة في سبط لاوي بن يعقوب والملوك في سبط يهوذا بن يعقوب (وَلَمْ يُؤْتَ) طالوت (سَعَةً مِنَ الْمالِ) أن ينفق علينا (قالَ) لهم نبيّهم إسماعيل : (إِنَّ اللهَ) عزوجل (اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ) يعني اختاره كقوله ـ سبحانه ـ : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ) يعني اختاره (وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ) وكان أعلم بني إسرائيل وكان طالوت من سبط بنيامين وكان جسيما عالما وكان اسمه شارل بن كيس وبالعربيّة طالوت بن قيس وسمّي طالوت لطوله (١). (وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ) بعطيّة الملك (عَلِيمٌ) بمن يعطيه الملك (٢).
[٢ / ٧٣١٨] وأخرج ابن جرير عن وهب في قوله : (وَالْجِسْمِ) قال : كان فوق بني إسرائيل بمنكبيه فصاعدا (٣).
[٢ / ٧٣١٩] وقال الجبّائي : كان إذا قام الرجل ، فبسط يده رافعا لها ، نال رأسه! (٤).
[٢ / ٧٣٢٠] وأخرج ابن جرير بالإسناد إلى إسماعيل بن عبد الكريم ، قال : حدّثني عبد الصمد بن معقل أنّه سمع وهب بن منبّه ، قال : كان لعيلي الّذي ربّي شمويل ابنان شابّان أحدثا في القربان شيئا لم يكن فيه ، كان شرط القربان الّذي كانوا يشرطونه به ، كلابين (٥) ، فما أخرجا كان للكاهن الّذي يستوطنه ، فجعل ابناه كلاليب ، وكانا إذا جاء النساء يصلّين في القدس يتشبّثان بهنّ. فبينا شمويل نائم قبل البيت الّذي كان ينام فيه عيلي ، إذ سمع صوتا يقول : أشمويل! فوثب إلى عيلي ، فقال : لبّيك ، مالك دعوتني؟ فقال : لا ، ارجع فنم. فرجع فنام. ثمّ سمع صوتا آخر يقول : أشمويل! فوثب إلى عيلي أيضا ، فقال : لبّيك ، مالك دعوتنى؟ فقال : لم أفعل ارجع فنم ، فإن سمعت شيئا فقل : لبّيك
__________________
(١) سبق أن نبّهنا أنّ طالوت كان وصفا له معروفا بالطول.
(٢) تفسير مقاتل ١ : ٢٠٥ ـ ٢٠٦.
(٣) الدرّ ١ : ٧٥٤ ؛ الطبري ٢ : ٨١٩ / ٤٤٠٩ ، بلفظ ... قال : واجتمع بنو إسرائيل ، فكان طالوت فوقهم من منكبيه فصاعدا ؛ ابن أبي حاتم ٢ : ٤٦٦ / ٢٤٦٢.
(٤) التبيان ٢ : ٢٩١ ؛ مجمع البيان ٢ : ١٤٢.
(٥) الكلاب : عروة أو حديدة عقفاء في طرف الرحل يعلّق عليها المسافر الزاد ونحوه.