ومن التجأ إليه آواه ، ومن دعاه أجابه ولبّاه. وتصديقها من كتاب الله : (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)(١)(وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)(٢)(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)(٣)(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ)(٤)(وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ)(٥)(وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ)(٦)(وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي)(٧)» (الآية) (٨).
[٢ / ٧٢٨٥] وروى العيّاشي بالإسناد إلى عليّ بن عمّار قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «لمّا نزلت هذه الآية : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها)(٩) قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ربّ زدني ، فأنزل الله : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها)(١٠) فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ربّ زدني ، فأنزل الله : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً)(١١) والكثيرة عند الله لا تحصى» (١٢).
[٢ / ٧٢٨٦] وروى أبو جعفر الكليني بالإسناد إلى حمران بن أعين عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قلت : فهل للمؤمن فضل على المسلم في شيء من الفضائل والأحكام والحدود وغير ذلك؟ فقال : «لا ، هما يجريان في ذلك مجرى واحد ، ولكنّ للمؤمن فضل على المسلم في أعمالهما وما يتقرّبان به إلى الله ـ عزوجل ـ قلت : أليس الله يقول : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها)(١٣) وزعمت أنّهم مجتمعون على الصلاة والزكاة والصوم والحجّ مع المؤمن؟ قال : أليس قد قال الله ـ عزوجل ـ : (فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) فالمؤمنون هم الّذين يضاعف الله لهم حسناتهم ، لكلّ حسنة سبعون ضعفا ، فهذا فضل
__________________
(١) التغابن ٦٤ : ١١.
(٢) الطلاق ٦٥ : ٢.
(٣) الطلاق ٦٥ : ٣.
(٤) البقرة ٢ : ٢٤٥.
(٥) ال عمران ٣ : ١٠١.
(٦) الزمر ٣٩ : ٥٤.
(٧) البقرة ٢ : ١٨٦.
(٨) مجمع البيان ١٠ : ٤٥ ، عن الربيع ، مع اختلاف يسير في اللفظ. راجع : مستدرك الوسائل ١١ : ٢١٨ ، عن كتاب لبّ اللباب لقطب الدين الراوندي ، مئة وخمسون مجلسا في أخبار المواعظ والأخلاق. مخطوط.
(٩) النمل ٢٧ : ٨٩. وهي مكّيّة رقم نزولها : ٤٨.
(١٠) الأنعام ٦ : ١٦٠. وهي مكّيّة رقم نزولها : ٥٥.
(١١) البقرة ٢ : ٢٤٥. وهي مدنيّة رقم نزولها : ٨٧.
(١٢) العيّاشي ١ : ١٥١ / ٤٣٥ ؛ البرهان ١ : ٥١٦ / ٣ ؛ البحار ٦٨ : ٢٤٦.
(١٣) النمل ٢٧ : ٨٩.