[٢ / ٧٢٥٦] وقال الحسن ومقاتل : هو ذو الكفل ، وسمّي حز قيل ذا الكفل لأنّه تكفّل بسبعين نبيّا وأنجاهم من القتل ، فلمّا مرّ حز قيل على أولئك الموتى ، وقف عليهم فجعل يتفكّر فيهم متعجّبا ، فأوحى الله تعالى إليه تريد أن أريك آية؟ قال : نعم ، فأحياهم الله تعالى ، وقيل دعا حز قيل ربّه أن يحييهم فأحياهم (١).
[٢ / ٧٢٥٧] وقال مقاتل والكلبي : هم كانوا قوم حز قيل أحياهم الله بعد ثمانية أيّام ، وذلك أنّه لمّا أصابهم ذلك خرج حز قيل في طلبهم فوجدهم موتى فبكى وقال : يا ربّ كنت في قوم يحمدونك ويسبّحونك ويقدّسونك ويكبّرونك ويهلّلونك ؛ فبقيت وحيدا لا قوم لي! فأوحى الله تعالى إليه انّي جعلت حياتهم إليك ، قال حز قيل : أحيوا بإذن الله ، فقاموا (٢).
[٢ / ٧٢٥٨] وأخرج عبد بن حميد عن وهب قال : أصاب ناسا من بني إسرائيل بلاء وشدّة من زمان ، فشكوا ما أصابهم وقالوا : يا ليتنا قد متنا فاسترحنا ممّا نحن فيه ، فأوحى الله إلى حز قيل أنّ قومك صاحوا من البلاء (٣) ، وزعموا أنّهم ودّوا لو ماتوا واستراحوا ، وأيّ راحة لهم في الموت؟ أيظنّون أنّي لا أقدر على أن أبعثهم بعد الموت؟ فانطلق إلى جبّانة كذا وكذا (٤) ، فإنّ فيها أربعة آلاف فقم فناد فيهم ، وكانت عظامهم قد تفرّقت كما فرّقتها الطير والسباع ، فنادى حزقيل : أيّتها العظام ، إنّ الله يأمرك أن تجتمعي! فاجتمع عظام كلّ إنسان منهم معا ، ثمّ قال : أيّتها العظام إنّ الله يأمرك أن ينبت العصب والعقب ، فتلازمت واشتدّت بالعصب والعقب ، ثمّ نادى حز قيل فقال : أيّتها العظام إنّ الله يأمرك أن تكتسي اللحم ، فاكتست اللحم ، وبعد اللحم جلدا فكانت أجسادا ، ثمّ نادى حز قيل الثالثة فقال : أيّتها الأرواح ، إنّ الله يأمرك أن تعودي في أجسادك ، فقاموا بإذن الله فكبّروا تكبيرة رجل واحد! (٥)
[٢ / ٧٢٥٩] وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق أسباط عن السدّي عن أبي
__________________
(١) البغوي ١ : ٣٢٩ ، قال : فمرّ عليهم نبيّ يقال له : حز قيل بن بوذا ؛ الثعلبي ٢ : ٢٠٣ ، وزاد : هذا قول السدّي وجماعة من المفسّرين ؛ مجمع البيان ٢ : ١٣٣ ، عن الحسن.
(٢) البغوي ١ : ٣٢٩ ؛ الثعلبي ٢ : ٢٠٣ ، نقلا عن عطاء ومقاتل والكلبي.
(٣) أي اشتدّ بهم الأمر.
(٤) الجبّانة : أرض مستعلية في استواء.
(٥) الدرّ ١ : ٧٤٣ ؛ الطبري ٢ : ٧٩٣ ـ ٧٩٤ / ٤٣٦٣ ؛ الثعلبي ٢ : ٢٠٤ ، مع عدم ذكر الراوي ؛ أبو الفتوح ٣ : ٣٣٤.