[٢ / ٧٢٤٤] وهكذا ذكر عليّ بن إبراهيم من غير إسناد : أنّه وقع طاعون بالشام في بعض الكور ، فخرج خلق كثير ، هربا من الطاعون فصاروا إلى مفازة فماتوا في ليلة واحدة كلّهم ، فبقوا حتّى كانت عظامهم يمرّ بهم المارّة فينحّيها برجله عن الطريق ، ثمّ أحياهم الله وردّهم إلى منازلهم فبقوا دهرا طويلا ثمّ ماتوا ودفنوا (١).
***
وهناك روايات هي أشبه بالأساطير معزوّه إلى ابن عبّاس وكبار التابعين :
[٢ / ٧٢٤٥] أخرج وكيع والفريابي وابن جرير وابن المنذر والحاكم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عبّاس في قوله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ) قال : كانوا أربعة آلاف خرجوا فرارا من الطاعون ، وقالوا : نأتي أرضا ليس بها موت ، حتّى إذا كانوا بموضع كذا وكذا ، قال لهم الله : موتوا فماتوا فمرّ عليهم نبيّ من الأنبياء ، فدعا ربّه أن يحييهم حتّى يعبدوه فأحياهم! فتلا هذه الآية : (إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ)(٢).
[٢ / ٧٢٤٦] وفي رواية عنه : «أنّهم كانوا ثمانية آلاف» (٣) وفي ثالثة : «أنّهم أربعون ألفا».
وفي رابعة : «أنّهم أربعون ألفا وثمانية آلاف».
[٢ / ٧٢٤٧] وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عبّاس في الآية قال : كانوا أربعين ألفا وثمانية آلاف حظر عليهم حظائر (٤) ، وقد أروحت (٥) أجسادهم وأنتنوا ، فإنّها لتوجد اليوم
__________________
(١) القمّي ١ : ٨٠ ـ ٨١.
(٢) الدرّ ١ : ٧٤١ ؛ الطبري ٢ : ٧٩٣ / ٤٣٦٢ ؛ الحاكم ٢ : ٢٨١ ، بلفظ : عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ) قال : كانوا أربعة آلاف خرجوا فرارا من الطاعون وقالوا : نأتي أرضا ليس بها موت. فقال لهم الله : موتوا ، فماتوا ، فمرّ بهم نبيّ فسأل الله أن يحييهم فأحياهم ، فهم الّذين قال الله ـ عزوجل ـ : وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ ؛ ابن كثير ١ : ٣٠٥ ؛ القرطبي ٣ : ٢٣٠ و ٢٣٢ ؛ قال : أصحّ هذه الأقوال وأبينها وأشهرها أنّهم خرجوا فرارا من الوباء ـ رواه سعيد بن جبير عن ابن عبّاس ؛ التبيان ٢ : ٢٨٣.
(٣) ابن كثير : ١ : ٣٠٥ ؛ القرطبي ٣ : ٢٣١ ، وقال : والصحيح أنّهم زادوا على عشرة آلاف ؛ لقوله تعالى : (وَهُمْ أُلُوفٌ) وهو جمع الكثرة ، ولا يقال في عشرة فمادونها ألوف ؛ البغوي ١ : ٣٢٩ ، عن مقاتل والكلبي ؛ الثعلبي ٢ : ٢٠٣ ، عن مقاتل والكلبي ؛ عبد الرزّاق ١ : ٣٥٦ / ٣٠٣ ، عن الكلبي.
(٤) الحظيرة : المحوّطة أحاط بها سور.
(٥) أي نتنت وصارت ذات رائحة كريهة.