وقيل : إنّ الصلاة الوسطى هي المغرب واستند القائل بذلك إلى دلائل استحسانيّة إلى جنب ما ورد من فضيلتها بالذات وعدم جواز تأخيرها (١).
[٢ / ٧٠٥١] أخرج ابن جرير عن قبيصة بن ذؤيب قال : الصلاة الوسطى صلاة المغرب ، ألا ترى أنّها ليست بأقلّها ولا أكثرها ولا تقصر في السفر ، وأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يؤخّرها عن وقتها ولم يعجّلها (٢).
وهكذا عزي إلى ابن عبّاس (٣).
***
وعلى هذا المقياس حسبها بعضهم أنّها العشاء الآخرة ، لأنّها بين صلاتين لا تقصران (٤) ، وقد ورد في شأنها الفضل الكبير (٥).
ذكر القرطبي عن الشيخ أبي بكر الأبهري أنّه قال : الصلاة الوسطى هي الصبح والعصر معا ، واحتجّ ب :
[٢ / ٧٠٥٢] قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار» (٦).
***
وبعضهم في الأمر إبهاما ، ليهتمّ بجميع الصلوات الخمس ، بغية إدراكها.
[٢ / ٧٠٥٣] أخرج ابن جرير بالإسناد إلى هشام بن سعد ، قال : كنّا عند نافع ومعنا رجاء بن حيوة ، فقال لنا رجاء : سلوا نافعا عن الصلاة الوسطى؟ فسألناه ، فقال : سأل رجل عبد الله بن عمر عنها؟ فقال : «هي فيهنّ ، فحافظوا عليهنّ كلّهنّ» (٧).
__________________
(١) راجع : ابن ماجة ١ : ٢٢٥ / ٦٨٩ ، باب ٧ ؛ مسند أحمد ٣ : ٤٤٩ ؛ الحاكم ١ : ١٩٠ ـ ١٩١.
(٢) الدرّ ١ : ٧٢٩ ؛ الطبري ٢ : ٧٦٤ / ٤٢٦٣ ؛ الثعلبي ٢ : ١٩٧.
(٣) ابن أبي حاتم ٢ : ٤٤٨ / ٢٣٧٥.
(٤) مجمع البيان ٢ : ١٢٧.
(٥) راجع : البخاري ١ : ١٤١ ـ ١٤٢ و ١٤٤ ؛ مسلم ٢ : ١١٤ و ١١٧ و ١٢٣ ؛ أبو داوود ١ : ١٣٤ / ٥٥٥ ، باب ٤٨ ؛ ابن ماجة ١ ـ ٢٦١ / ٧٩٦ ـ ٧٩٧ ، باب ١٨ ؛ الحاكم ١ : ٢١١ و ٢٤٧ ـ ٢٤٨ ؛ ابن حبّان ٥ : ٤٠٥ / ٢٠٥٦ ؛ النسائي ١ : ١٥٨ / ٣٨٦ ـ ٣٨٧ ، باب ٣٩.
(٦) رواه أبو هريرة : البخاري ١ : ١٣٩ ، مواقيت الصلاة ؛ القرطبي ٣ : ٣١١.
(٧) الطبري ٢ : ٧٦٧ / ٤٢٧٦.